جسر – متابعات
تراجعت حرفة صناعة شواهد القبور في مناطق سيطرة النظام بسوريا، رغم ازدياد عدد الموتى، وفق ما ذكرت تقارير إعلامية.
وقال الحرفي المختص بالنحت على شواهد القبور تمام تقي، إن حرفة صناعة شواهد القبور والحفر عليها تراجعت كثيراً رغم ارتفاع أعداد الموتى في سوريا.
وأوضح أن الظروف الاقتصادية السيئة أثرت أيضاً على صناعة شواهد القبور، وتسببت بتراجع الطلب عليها رغم كثرة الوفيات، بسبب صعوبة تأمين متطلبات الحياة من الطعام والشراب.
وقال لموقع “هاشتاغ سوريا” إن معظم الناس أصبحوا يفضلون إنفاق المبلغ الذي تكلفه صناعة الشواهد في مطارح أُخرى.
وأشار الحرفي إلى أن الكثير من الناس أصبحوا يعتمدون حلولاً بديلة لدفن موتاهم، كأن يتم فتح القبور الموجودة، “لأنه يمكن فعل ذلك بعد مرور مدة محددة على الدفن، ومن ثم يضيفون المعلومات الجديدة على شاهدة القبر القديمة بقلم الفلوماستر، أو أن يقصد البعض إحدى معامل السراميك ويحضر منها قطعة سيراميك صغيرة، ويذهب للنحات لينحت عليها المعلومات المطلوبة بأقل التكاليف.
ولفت أنه “في السابق وقبل الحرب كان العمل أفضل رغم أن عدد الموتى أقل بكثير، لأن التكاليف كانت أقل من ذلك، والسبب الأساسي في ذلك هو في ارتفاع سعر الرخام في حين أن تكاليف النحت لم تتغير كثيراً”.
وارتفع سعر الشاهدة المخططة والجاهزة، التي لا يتجاوز ارتفاعها المتر من 1500 ليرة إلى أكثر من 200 ألف ليرة، وارتفع سعر الرخامة للقياس الأصغر من 800 ليرة إلى نحو 100 ألف ليرة.
وزاد الحرفي أن ظاهرة القبور المزينة “بشقف” الرخام لم تعد موجودة إلا نادراً، حيث ارتفعت كلفت هذا النوع من القبور من 300 ألف ليرة إلى نحو 10 ملايين ليرة، وأنه قد يصدف أن يطلب أحد التجار صناعة قبر لوالده بهذه المواصفات.
وقال إن “أنواع الرخام اختلفت أيضاً، حيث كان النوع الأكثر شيوعاً هو المرمر التركي، ولكن هذا النوع لم يعد متوافراً، واقتصرت الأنواع الحالية على “الرحيباني والمصيافي والتدمري، ونادراً ما يتوافر المرمر”.
وأكد حرفي نحت شواهد القبور، أن عدد العاملين في هذه الحرفة لا يتجاوز 15 أو 20 شخصاً، أغلبهم بلا عمل حالياً.
ويعاني الملايين من السوريين في مناطق سيطرة النظام من أوضاع معيشية صعبة للغاية، في ظل انتشار واسع للفقر وقلة فرص العمل وانهيار الليرة السورية، وتفشي الفساد.