جسر:تقارير:
تظهر الأنباء الواردة من الشرق السوري عمق التنافس الروسي ــ الأميركي على تثبيت النفوذ في تلك المنطقة، والعمل على الإمساك بملفاتها المختلفة. وهو ما يعكسه التوتر المتزايد بين الدوريات الروسية ونظيراتها الأميركية في مناطق مختلفة من شرق سوريا، في وقت تسري فيه أنباء عن انسحاب روسيا من المنطقة، و تأكيدات جيمس جيفري بحماية قسد من أي هجوم تركي محتمل.
وكشف الأكاديمي السوري “فريد سعدون” معلومات تفيد بأن القيادة العسكرية الروسية في سوريا رفعت مقترحاً إلى وزارة الدفاع في موسكو لسحب القوات الروسية من شرق الفرات، مع الإبقاء على مركز واحد فقط في مطار القامشلي.
وقال سعدون في منشور له على موقع “فيسبوك”، إن سبب الاقتراح هو عدم تعاون قوات “قسد” مع القيادة الروسية، وتعرض القوات الروسية لمضايقات من قبل حواجز “الأسايش” وغيرها.
وأشارت المصادر إلى أنه في حال الموافقة على الاقتراح فإن الاتفاق الروسي التركي حول مناطق التماس مع “قسد” وضمان الاستقرار فيها الذي وقع بعد إطلاق تركيا عملية عسكرية أسمتها “نبع السلام” في تشرين الأول أكتوبر عام 2019 “سينتهي مفعوله”، وبذلك تصبح قوات سوريا الديمقراطية “قسد” على تماس مباشر مع الجيش التركي وقوات المعارضة الموالية لأنقرة في المنطقة الممتدة من تل أبيض حتى رأس العين شمال شرق سوريا، وستترك “قسد” دون أي غطاء دولي، إذا سحبت روسيا يدها من المنطقة.
في المقابل ، أكد المبعوث الأمريكي إلى سوريا “جيمس جيفري” في زيارته الأخيرة إلى مناطق شمال شرق سوريا، عدم قيام تركيا بأي عملية عسكرية جديدة في مناطق سيطرة “قسد”، ونقل موقع “نورث برس” عن سياسي كردي حضر الاجتماع مع “جيفري” قوله، إن الولايات المتحدة الأمريكية تستبعد أي عملية تركية في شمال شرق سوريا”، وأن مصير تلك المناطق “مرتبط بالحل النهائي للأزمة السورية”.
ونقل عن المبعوث الأمريكي ترحيبه بالاتفاق الأخير بين الأحزاب الكردية و”أثره الكبير على وحدة المعارضة السورية”، بحسب وصفه.
وأشار إلى أن “جيفري” أكد أن الولايات المتحدة تدعم تمثيل مجلس سوريا الديمقراطية في المنصات الحوارية الدولية بخصوص إيجاد حل للأزمة السورية وذلك حسب قرار الأمم المتحدة.
ويرى ناشطون ومحللون سياسيون أن زيارة جيمس جيفري الأخيرة لمناطق سيطرة “قسد” تعزيز لدور الولايات المتحدة الأمريكية المتعاظم في مناطق شمال شرق سوريا، وبعثه بتطمينات لقادة قسد، بأن قواتهم ستبقى تحت الحماية الأمريكية، دافعاً إياهم إلى التفكير في فك الإرتباط والتحالف مع روسيا شرق الفرات.