جسر: تقارير:
تصاعدت حدة اﻻشتباكات بين مقاتلي المعارضة المدافعين عن الفوج 46 وقوات النظام والميليشيات اﻹيرانية المتقدمة في ريف حلب الغربي بعد سيطرتها على “عرادة” و”الشيخ علي” و”أرناز” وتقدمها باتجاه “كفرنوران”، التي تتوارد أنباء غير مؤكدة عن وقوعها تحت سيطرة القوات الغازية.
ودارت اشتباكات عنيفة في محيط “كفر نوران” التي ارتكب فيها الطيران الحربي الروسي مجزرتين خلال اليومين الماضيين، وبعد سيطرتها على “كفرحلب” غرب الطريق الدولي M5، توسعت القوات الغازية شمالا بمحاذاته وسيطرت على قرى “عرادة” و”الشيخ علي” و”أرناز”، لتقترب أكثر من الفوج 46 و”أورم الصغرى” و”اﻷتارب” التي تعرضت مع “الجينة” لقصف مكثف براجمات الصواريخ تزامنا مع غارات للطيران الحربي الروسي.
من جانبها، ردت القوات التركية التي تمركزت بين “إبين” و”الجينة”، إضافة إلى تمركزها أمس على الطريق الواصل بين اﻷخيرة و”اﻷتارب”، باستهداف مواقع قوات النظام في “كفرحلب” التي دخلتها مؤخرا، فيما تواردت اﻷنباء عن هجوم معاكس تحضر فصائل المعارضة لشنه بغطاء من المدفعية التركية.
وأغار الطيران الحربي الروسي صباح اليوم على قرية “كفرعمة” بصاروخين فراغيين، ما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين وإصابة ثلاثة آخرين بحسب “منظمة الدفاع المدني السوري-الخوذ البيضاء”، التي وثقت أمس مقتل الطفل قاسم لطوف، 17 عاما، وأصابة 14 مدنيا آخرين؛ بقصف جوي ومدفعي من قوات النظام والطيران الروسي على عدة قرى في الريف الغربي.
وقالت المنظمة، إن قوات النظام وروسيا تتعمد قصف المدن والبلدات لإفراغها من ساكنيها، فيما أكد فريق “منسقو استجابة سوريا”، في تحديث للوضع اﻹنساني في شمال غرب البلاد، صدر عنه اليوم اﻷربعاء، أن أكثر من 36 ألف شخص نزحوا عن منازلهم في ريفي حلب وإدلب، خلال الساعات الـ 48 الماضية.
بدورها ردت وزارة الدفاع الروسية على تقارير المنظمات المعنية ومناشداتها والمناشدات الحكومية، أن “التقارير بشأن تدفق اللاجئين من منطقة خفض التصعيد في إدلب ليس لها أساس”، مضيفة بحسب سبوتنيك، أن “شحنات اﻷسلحة من تركيا إلى إدلب تعقد الوضع في المنطقة إلى حد كبير”.
وفي لقاء جمعهما اليوم، أكد وزير الدفاع التركي لنظيره اﻷمريكي “على أهمية تقديم الولايات المتحدة وحلف الناتو مساهمات ملموسة أكثر فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة في إدلب”، بحسب “اﻷناضول” الرسمية، بينما استبعد مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين، احتمال تدخل بلاده عسكريا في إدلب، مضيفا في كلمة ألقاها خلا ندوة في واشنطن أمس الثلاثاء، أن بلاده ستواصل التشديد على ضرورة وقف المجازر التي تطال المدنيين في إدلب.
وأوضح المحامي الجمهوري قائلا: “نظام الأسد وداعموه أغاروا على القوات التركية والعناصر التي تعمل معها، فهل يُنتظر منّا أن نلعب دور الشرطي الدولي وننزل بالمظلات إلى إدلب لإيقاف الاعتداءات؟”، واصفا العلاقات بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بـ”المتذبذبة”، مبينا أن واشنطن تسعى لإحلال السلام في سوريا.
وأضاف أوبراين، “الوضع في إدلب سيء للغاية، والأسد لاعب سيء جداً، وكذلك الإيرانيون، والخطوات التي تُقدم عليها تركيا وروسيا لا تساهم في تحسين الوضع هناك”، موضحا أن واشنطن ليست في وضعية تلزمها بوقف اﻷنشطة السيئة للنظام وروسيا وإيران، مشيرا إلى عدم وجود “شيء سحري لإنهاء الوضع السيئ في إدلب”.