جسر: متابعات:
لم وقت وقت طويل على توقيف المواطن “غسان جديد” في اللاذقية ليفاجئ متابعون، بمنشور على صفحته في “فيس بوك” قام بنشره من “مخدعه” (بوصفه) في جنائية اللاذقية، إذ أن العاملين في الجنائية هم من أوعزوا إليه بالكتابة والنشر، كونهم من متابعيه على “فيس بوك”، وشعروا أنه دافع عن “رغيفهم وحاجاتهم وحقوقهم”، وفقاً لكلام جديد.
توقيف جديد جاء قبل بداية عطلة العيد، على خلفية منشور له في “فيس بوك” هاجم فيه الفساد في وزارة التجارة الداخلية، وعلى إثره لا يمكن إطلاق سراحه، إلا بعد انتهاء العطلة.
وهذه المرة الثانية التي يتم فيها توقيفه، إذ أوقف أواخر عام ٢٠١٧، بعد أن تحدى وزير العدل أن يقوم بمحاسبة فاسد واحد.
( وما زالت المعركة مستمرة)_ الفاسدين….والشرفاء_ الوطنيين….والخونة_ السماسرة….وأبناء الأرض_ تجار الوطن….ومحبي…
Publiée par Ghassan Gdeed sur Vendredi 22 mai 2020
ويدعي جديد أنه سيكمل مسيرته في كشف الفساد والمفسدين، واصفاً بأن تلك معركته، وهو يقوم بمهمة دعا إليها بشار الأسد على الدوام، وفقاً لجديد.
يتحدث جديد من مكان التوقيف كيف تمت عملية اعتقاله فيقول “بتاريخ الأربعاء ٢٠/٥/٢٠٢٠ الساعة الثانية ظهراً وفي قريتي الوادعة بريف اللاذقية، تم تنفيذ “الغارة”، .سيارتان : فان وبيكآب نشرتا المقاتلين الذين اتخذوا وضعية الحرب والهجوم حول منزلي الريفي الهادئ، والمهمة إلقاء القبض على المجرم الخطير المتمترس في منزله والمدجج بكل أنواع السلاح (سلاح حب الوطن وسلاح تقديس جيش الوطن وسلاح موالاة علم الوطن وسيده قائد جيشنا العظيم..سلاح الدفاع عن رغيف الفقراء والدقيق المدعوم والمنهوب..سلاح الدفاع عن الشرفاء والمعذبين ممن قدموا أبنائهم قرابين ليحيا الوطن).. سلاح تعرية الفاسدين والخونة وسارقي المال العام ومدمري مؤسسات الدولة…سلاح الكلمة المؤثرة والصادقة والشفافة…سلاح تطبيق تعليمات وتوصيات وتوجيهات رئيس البلاد بمحاربة الفاسدين كل الفاسدين”.
وأضاف جديد “شعرت بحركة المقاتلين خلف أسوار منزلي، خرجت لاستقبالهم كعادة أبناء ريفنا الجميل دون إن أسأل: من أنتم، لكنهم أبوا إلاّ أن يكونوا هم أصحاب البيت و سبقوني الى داخل المنزل..بحثوا عن أسلحتي ونسوا أنني أحملها في تلافيف دماغي وفي تجاويف فؤادي وفي نسغ أوردتي وشراييني، اعتقلوني مع أشعاري و مفرداتي وأوراقي التي فضحت بها زناديق الوطن وتجار الدم وناهبي ثروات الوطن…لم يسمحوا لي بارتداء ملابس الخروج ولا بانتعال حذائي لأن واجبي كبير لديهم …أسمعوني اعتذاراتهم..شاهدت بأعينهم الحزن والألم والاعتذار”.
وفي جنائية اللاذقية شعر “جديد” بفرح كامل، ويبرر جديد الفرح بالقول “جميع من قابلتهم في فرع الجنائية هم من متابعي صفحتي، ويشعرون بالفخر أمام دفاعي عن رغيفهم وحاجاتهم وحقوقهم..والبعض همس في اذني يرجوني أن أستمر بالكتابة حتى من داخل زنزانتي!”.
وكان لذلك أثر طيب في نفس جديد إذ بدا له السجن “قصراً منيفاً” لأول مرة، كما أنه شعر بالأمان، يقول “شعرت بالإمان ولأول مرة شعرت بحرية الكتابة وبقدرتي العالية على التعبير، تذكرت أن أكثر فاسدين وهما الوزيرين الخائنين ( عبدالله الغربي و عاطف النداف) الذين خانوا الأمانة وخانوا ثقة سيد الوطن وخانوا حاجات أبناء الوطن، تذكرت أن هذين الفاسدين هم أكثر من كتبت عنهم وعن سرقاتهم وتدميرهم ونهبهم وهما الآن خارج القرار وخارج مؤسسات الدولة، ولكن دسائسهم وأموالهم مازالت تفعل فعلها في شراء بعض الذمم والكرامات التي أوصلتني إلى هذا المكان الهادئ والآمن والعميق”.
ويضيف “نعم أحبتي إن هذين الوزيرين ( الغربي المزور والفاجر والسارق لأحلامكم والوزير البليد والفارغ والسكير والمرتشي) اللعنة على تاريخ ميلادهما ما زالا يستعملان سطوة النفوذ من خلال بعض الاتباع التافهين واللصوص”.
وعاد جديد للحديث عن تواصله خلال الشهرين الفائتين مع وزير داخلية النظام عمر رحمون ومدير ادارة الامن الجنائي شخصياً ورئيس فرع الجرائم الالكترونية بدمشق، والذين عبروا عن رغبتهم في مقابلته، لكن قوانين الحظر حالت دون أن يدوس “عتباتهم المقدسة، وفقاً لتعبيره، ليرسل الكثير من الوثائق التي بحوزته والتي تشير الى فساد وخيانة من كتب عنهم، وفيها أرقام مليارية منهوبة من دم المستهلك السوري.
وفي الختام، توجه جديد إلى من سماهم بـ “أصحاب القرار” لتمديد إقامته المجانية، لكي يتسنى له كتابة ما دار في الكواليس، موقعاً رسالته من داخل قصري الجديد( قاووش جنائية اللاذقية).
جديد معتقل في “جنائية اللاذقية”، ومن هناك نشر كلماته، ربما كان حري به أن يدخل أحد الأفرع الأمنية، ليعرف حينها، كيف يمكن أن يتعاطف السوري مع جلاديه، نشطاء كثر، قضوا في تلك المعتقلات بسبب كلمة، ليس إلا، لم يكن معهم سلاح، بل فكر في “تلافيف” مخهم، وفقاً لوصف جديد الذي اعتبر سلاحه يكمن في تلافيف مخه.
من قضوا في سجون الأسد لم يدعون إلى إسقاطه، كان مطلبهم بداية كـ “جديد” إصلاحات ليس إلا، ولكن سياسية، وهو ما لم يجرؤ جديد على المطالبة به، فهجومه طال أشخاصاً ما دون “الخط الأحمر”، فلا ضير أن يعامل برفق، سيخرج جديد من السجن، ويكمل مسيرته في الهجوم “الفيسبوكي”، كيف لا وقد أدى مهمته بأن ينشر من داخل السجن، ليعكس صورة “حضارية” عن عناصر الأسد، ليرى العالم بأسره كم هم لطفاء وأبرياء مع معتقليهم.