جسر: متابعات:
عبر اللواء “سليم إدريس” وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامّة في الجيش الوطني السوري، عن عدم تفاؤله باستمرار وقف إطلاق النار في إدلب وريفها، لافتاً إلى خروقات عديدة قام بها النظام على محاور متعددة.
وقال إدريس في حوار مع “إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني” : “أنا غير متفائل بأنّ هؤلاء سيحترمون هذا الاتفاق، والدليل ما يحدث من خروقات بشكل شبه يومي، وهناك مؤشّرات ودلائل على أنّ النظام قام مرّات عديدة بعد توقيع الاتفاق بتحشيد قوّاته على محاور مختلفة من الجبهة، وقام بمحاولات تسلّل إلى المناطق المحرّرة، ولكنّه لم ينجح في تحقيق تقدّم، وعادت الحال إلى مناوشات وخروقات كالمعتاد، كلّ ذلك يحتّم على تشكيلات الجيش الوطني السوري المرابطة على خطوط التماسّ اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر والاستعداد القتالي الدائم، لصدّ أيّ هجمات قد يفكّر العدو بالقيام بها”.
وكشف إدريس عن خطّة لتنظيم الجيش الوطني السوري والانتقال به من الحالة الراهنة إلى حالة عسكرية كاملة، مبيناً أن هذه الخطّة ستُنفَّذ بالتنسيق مع قادة التشكيلات والقادة من المستويات كافّة، معبراً عن أمله بأن تتاح لهم الإمكانات اللازمة والظرف المناسب لتحقيقها، وقال “الحالة الراهنة معروفة للجميع وهناك الكثير من الجهد والعمل الذي بذله الأخوة القادة والمقاتلون في التشكيلات الحالية للجيش الوطني والذي سيُبنى عليه -بدون شكّ- في خطوات الانتقال إلى الحالة العسكرية الكاملة”.
وحول ما إن كانت تركيا ستنفذ تحذيراتها بخصوص إعادة النظام إلى ما بعد مورك جنوباً حسب “حدود سوتشي” قال إدريس “الحلّ الواضح الذي يمكن أن يمنع النظام من تنفيذ جريمته، هو خروج قوّاته إلى الخطوط التي كانت قد اتُّفق عليها في مفاوضات الأستانا – سوتشي، أي جنوب مورك، وبالطبع نحن لا ننتظر أن يفعلوا ذلك، وأنا واثق بأن هذه المناطق لا يمكن تحريرها إلا بالقوّة. علينا نحن -الجيش الوطني السوري- أن نعمل كلّ الوسائل المتاحة لاستعادة ليس فقط هذه المناطق، وإنّما تحرير كامل التراب السوري من كلّ قوى الاحتلال( روسي – إيراني) ومن قوّات الجيش الخائن الذي دمّر البلاد بأوامر من مجرم باع الوطن وأهله أملاّ في أن يستمرّ في التربّع على عرش رئاسة اغتصبها بالزور والبهتان”.
ورداً على سؤال هل سيكون هناك عمل عسكري قريب لتحرير مدينة عين العرب ومناطق أخرى ذات أهمية إستراتيجية للثورة السورية وحلفائها؟، اكتفى إدريس بالقول ” كنّا نتمنّى خلال عملية نبع السلام أن نتمكّن من تحرير كامل المنطقة التي تسيطر عليها الميليشيات الإرهابية الانفصالية، ولكن كما يعلم الجميع هناك مواقف دولية لدول عظمى لها تأثير سياسي وعسكري قوي جداً، وهي موجودة في ساحة الصراع مثل روسيا وأمريكا التي زجّت بكلّ ثقلها السياسي وأعاقت توسيع العملية العسكرية. ثمّ إنّ هناك عدداً كبيراً من الدول الأوروبية وبعض الدول العربية مارست خلال المعركة نشاطاً سياسياً وإعلامياً تضليلياً هائلاً لدعم الميليشيات الإرهابية الانفصالية، وعملت بكلّ ما لديها من إمكانات لوقف العملية العسكرية”.
وأضاف “نحن في الجيش الوطني السوري ننتظر بفارغ الصبر أن تتاح الفرصة لتحرير منبج، وتل رفعت، وعين العرب المدن والبلدات الأخرى الواقعة حاليا تحت سيطرة عصابات قسد وPKK/PPD كافّة وأراضي الجمهورية المحتلَّة حالياً من الروس والفرس كافّة”.
وتعليقاً على تفجير عفرين التي راح ضحيته عشرات الشهداء منذ أيام قال إدريس إن “ضمان أمن المناطق المحرّرة يحتاج إلى منظومة أمنية متكاملة تعمل استناداً إلى خطّة أمنية تُوزّع فيها المهامّ والمسؤوليات، على الجهات التي يفترض أن تشارك فيها كافّة، عموما في دول العالم كافّة تُوزّع المهامّ الأمنية، بحيث يُكلّف الجيش بحراسة الحدود والدفاع عنها ضدّ أيّ أخطار خارجية، وتقع مسؤولية الأمن الداخلي على الشرطة، ويساعد في كلّ ذلك أجهزة أمن( استخبارات) عسكرية ومدنية لتحصيل معلومات استخبارية عن النشاطات المعادية كافّة”.
واعتبر إدريس أن الوضع في المناطق المحررة يختلف كثيراً عما هو عليه في الدول المستقرّة، لافتاً إلى أن تحقيق الأمن فيها يحتاج إلى تعاون وثيق بين الجيش الوطني والشرطة المدنية، وتعاون جميع المواطنين الشرفاء، حيث يجب على كلّ من يحصل على معلومة تخصّ أمن المواطنين أن يسارع بإيصالها إلى الجهات المختصّة.
وحول التصريحات الإعلامية التي عكست التململ الروسي من بشار الأسد قال إدريس”اليوم بات النظام المستبدّ مديناً لروسيا بالكثير، وهو غير قادر على السداد، منذ مدّة ليست قصيرة والروس يهينون بشارون ويسخرون منه في مواقف متعدّدة معروفة للجميع، ويبدو في الآونة الأخيرة أنّهم قد اقنعوا بأنّه هو رأس الفساد المستشري في سوريا، وأطلقوا بالوناتهم الإعلامية لجسّ النبض، وأنا واثق بأنّهم سيتخلصون منه، ولكن لا أستطيع أن أحدّد المدّة التي يحتاجون إليها لتنفيذ ذلك لأنّ هذا الأمر يتعلّق بأمور كثيرة لا مجال لذكرها هنا. منذ عام 2013م أعلم يقيناً أنّ الروس غير متمسّكين ببشارون واليوم لاشكّ أنّ بشارون أصبح يشكل عبئاً عليهم ولا مصلحة لأحد ببقائه” .