جسر- باريس
أصدرت مجموعة من السياسيين والمثقفين السوريين المستقلين بياناً اليوم الخميس، بمناسبة الذكرى العاشرة للثورة السورية، أكدوا فيه أن الثورة “ازدادت أهدافها شرعية وضرورة بعد عشر سنوات: بناء وطن حر ودولة ديمقراطية لكل السوريين وتقديس الكرامة الإنسانية”.
ووقع على البيان معارضون ومثقفون سوريون، وهم: جورج صبرا، وعبد الباسط سيدا، وسمير نشار، ولؤي صافي، وأديب الشيشكلي، ووائل العجي، ومحمد صبرا، ورديف مصطفة، وعاليا منصور، وأحمد أبازيد، وفيصل عبد الغني، وعبد الرحمن الحاج، وياسر العيتي، ومعن طلاع، وعمر كوش، وغاليا قباني، وعبد الناصر العايد، ووائل تميمي، وأسعد العشي، ومنهل باريش، ومحمد منير الفقير، وبهاء الدين نجيب، ووائل عبد العزيز، وباسل الجنيدي.
وجاء في نص البيان: “قبل عشر سنوات بدأت الثورة السورية، وهدم السوريون منذ صرخاتهم الأولى مملكة الخوف والقمع والتوريث، رفع السوريون شعار الحرية والكرامة والشعب الواحد، وخرجوا إلى ساحات المدن والبلدات مطالبين ببناء دولتهم واستعادة وطنهم الذي رزح نصف قرن تحت حكم ميليشيا استولت على الدولة”.
وأضاف البيان: “مثلت الثورة أحلام السوريين بوطن حر لجميع أبنائه، ولكن نظام الأسد واجهها منذ البداية بالقمع والقتل وزج الآلة الأمنية والعسكرية، وتوسل بكل سبل التجييش والطائفية والتطرف والمرتزقة والتهديد بالفوضى والحرب الأهلية، واستقدم الاحتلالات والجيوش الأجنبية، واستعمل أقصى إمكانات العنف والتوحش لسحق الانفجار السوري الهائل الذي عمّ المدن والبلدات، ولكن الثورة ازدادت جذرية وتمسكاً برحيل النظام، وقدّم الشعب السوري الثائر أعظم نموذج عرفته الثورات والشعوب للتضحية والصمود والإصرار، ولم تتمكن كل النيران والمذابح من إسكات صوت الحرية”.
وقال مصدرو البيان: “لقد وقف العالم ساكناً أمام المذبحة الكبرى في سوريا طيلة عشر سنوات، تكلم الكثير دون أن يفعل شيئاً وظل متفرجاً على مأساستهم، فيما ما يزال النظام يرتكب القتل على الأرض وداخل المعتقلات بلا رادع، وما زالت معاناة ملايين السوريين داخل سوريا وفي المعتقلات والمخيمات والمنافي، شاهدة على المآلات المأساوية التي تسبب بها النظام الذي قاوم التغيير ودفع سوريا نحو التمزق والحرب ودمار المدن وهجرة الشعب، ويمتلك السوريون حقاً إنسانياً أصيلاً على المجتمع الدولي بمنع استمرار النظام، ومنع إفلاته من المحاسبة، لأن بقاءه حتى الآن عار على البشرية، والسماح بنموذجه هو تهديد لكل إنسان بتكرار هذا النموذج في مكان آخر”.
وأكد البيان على أنه “لا بديل عن عدالة تواكب انتقالاً سياسياً حقيقياً بدون الأسد لترميم الذات السورية والشفاء من آلام الحقبة السوداء، والسبيل الأول لتحقيقها هو محاكمة بشار الأسد نفسه وأركان نظامه على جرائمهم ضد الشعب السوري وضد الإنسانية، والكشف عن مصير المعتقلين والمفقودين، وضمان حقوق المهجرين، والبدء بمسار انتقالي جدي، حتى استعادة الوطن بيد أبنائه وخروج جميع القوى الأجنبية”.
واختُتم البيان بـ “لقد حلم السوريون بالتغيير قبل عشر سنوات، وفقدوا في سبيل ذلك مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين، وملايين المهجرين والمتضررين، وفقدوا بيوتهم ومدنهم ومجتمعاتهم، ولكن حلم التغيير ما زال محقاً وشرعياً، وما تزال الثورة السورية هي الجواب لكل أخطاء الماضي ومشاكل الحاضر، وازدادت أهدافها شرعية وضرورة بعد عشر سنوات: بناء وطن حر ودولة ديمقراطية لكل السوريين وتقديس الكرامة الإنسانية.. ثورة السوريين ثورة الحق والحرية والكرامة ماضية في سبيلها حتى الانتصار، لا يستطيع أحد أن يوقفها. حرية للأبد.. عاشت سوريا ويسقط بشار الأسد”.