شهدت مدينة حلب على مدار السنوات التي تلت سيطرة النظام على القسم الشرقي من المدينة، صراع نفوذ بين الميليشيات المتناحرة، وسط سطوة فرضتها تلك الميليشيات على المدنيين، تراوحت بين الخطف والابتزاز إلى السرقة والنهب والتزوير وغيره.
وقال سكان محليون: إن مجموعة من السائقين (المدعومين) الذين سبق وعملوا مع ضباط جيش النظام والأجهزة الامنية، شكلوا ما يشبه «ميليشيا» أمام كراجات الراموسة في مدينة حلب والتي تعد بمثابة نقطة انطلاق جميع الحافلات من حلب باتجاه المحافظات الأخرى، حيث أجبر هؤلاء الركاب على الصعود معهم وبأسعار سياحية بدون التقيد بما يعرف باسم (العداد) حتى، مشيرة إلى أن من كان يرفض من المدنيين الصعود كان يصل الحال به للضرب والإذلال.
وتضيف إحدى المواطنات من حلب: «أما السائقون الآخرون فلا يجرؤون على حمل أي راكب في حال كان هؤلاء متواجدين، فقرر بقية السائقين الوقوف في منطقة قريبة من الكراج لتجنب شرورهم، وفي إحدى المرات، منعوا المدنيين من الخروج من الكراج وأجبروهم على الركوب في سياراتهم وبـ (تسعيرة مزاج) دون التقيد بأي تسعيرة أخرى، مضيفة أن المجموعة تتكون من نحو 10 سائقين كل منهم يمتلك سيارة أجرة ويتزعمهم شخص يدعى (باسل عجان الحديد) الملقب بـ «ملك الخط» حيث يمتلك هذا الشخص سيارة أجرة من نوع (كيا ريو) وتحمل الرقم (حلب 438862) وهي غير مرخصة للعمل كـ (تاكسي) وتعمل بـ «فانوس» مستعار برقم (3256) وما تحمله من شروط التاكسي هو اللون الأصفر فقط، أما السائقون الآخرون فيمتلكون سيارات معظمها من نوع (سابا) و (دايو ماتيز).
الصفحات الموالية سردت هذا الخبر على صيغة مناشدة لمن سمتها (الجهات المسؤولة)، وبدأت بنشر تفاصيل عن هذه القضية قبل تفاقمها، منذ السابع من شهر أيار/مايو الماضي، ومن بعدها دفن الخبر تماماً ولم تعد تلك الصفحات إلى ذكره أبداً، رغم أن العصابات متواجدة هناك حتى الآن، وتمارس ابتزازها للمدنيين لحد اللحظة.
وجاء في منشور نشرته صفحة «شبكة أخبار حي الزهراء بحلب» الموالية في موقع فيسبوك قبل شهرين: «مافيا التكاسي أمام مدخل حلب كراج الراموسة تعتدي بالضرب على المواطنين والمسافرين». لم يعد يسلم أحد من المسافرين عبر كراج الراموسة بحلب قادمين أو مغادرين من بلطجية التكاسي المتجمعين أمام مدخل الكراج، بمجرد أن يخرج المسافر من الكراج يتهافت عليه مجموعة من البلطجية ومنهم ( يجبرونه) على الصعود معهم، ومن لا يستجيب لهم ينهالون عليه بالشتم والسب والازعاج وربما تتطور للضرب.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل يقوم هؤلاء البلطجية، بعدم السماح لأي تاكسي جديدة بالوقوف أمام الكراج من أجل العمل وفي إحدى الحالات، قام هؤلاء بالاعتداء بالضرب على سائق تاكسي أجرة وعلى رأس هذه المافيا، السائق باسل والذي يدعي بأنه سائق لرائد عسكري في جيش النظام.
ومنذ استعادة النظام سيطرته على حلب ، يتسلط «الشبيحة» على جميع المؤسسات الخدمية إضافة لأسواق العمل في المدينة، حيث طالت عمليات تشبيح مشابهة كلاً من الأفران والمستشفيات والدوائر الحكومية والمستوصفات وحتى الحدائق وإشارات المرور، ومنع أمثال هؤلاء غيرهم من العمل في المكان الذي يتواجدون فيه، كما تم التغاضي عما يرتكبونه بحق المتواجدين في تلك الأماكن.
المصدر-القدس العربي