جسر: متابعات:
كشفت مواقع فنية مؤخراً، أن سبب غياب الممثل توفيق اسكندر، هو أنه انخراطه في قوات النظام كمقاتل منذ عشر سنوات، تاركاً الفن والتمثيل وراءه، رغم أنه خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، وأدى عشرات الأدوار في أعمال درامية ومسرحية مختلفة.
ولد توفيق اسكندر في ريف حمص سنة ١٩٥٨، وتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية سنة ١٩٨٥، وانتسب لنقابة الفنانين، وشارك في العشرات من الأعمال الدرامية والمسرحية والإذاعية، على رأسها مسلسل حمام القيشاني الذي مثل في كافة أجزائه.
ترك اسكندر التمثيل بشكل نهائي سنة ٢٠١٤، بعد أن حمل السلاح كمقاتل في الميلشيات الطائفية التابعة لنظام الأسد، وحارب إلى جانب قوات النظام في عدة مناطق سوريا وعلى مدار سبعة أعوام متواصلة. كقائد لمجموعة شبيحة معروفة في حمص باسم “جماعة ابو جعفر العقرب”، حيث كافأه نظام الأسد بتعيينه عضواً في مجلس الشعب عن محافظة حمص.
وهو شقيق أحمد اسكندر أحمد، وزير اعلام النظام لعشر سنوات (من 1973 وحتى 1983)، الذي ابتدع عقيدة “تأليه” حافظ الأسد، في أوساط الطائفة العلوية أولاً، ومن ثم تعميمها على السوريين، من خلال الشعار الشهير الذي ابتكره “إلى الأبد يا حافظ الأسد”.
إلا أن هذه السيرة العائلية الموالية بشدة، خرقتها السيدة لمى أحمد، ابنة الوزير أحمد اسكندر أحمد، والدبلوماسية التي عينت قبيل انشقاقها كقنصل في باكستان، لكنها رفضت المنصب، وبدلاً من ذلك هربت من سوريا بمساعدة الجيش الحر، وأرسلت بيان انشقاقها إلى قناة الجزيرة، حيث قالت عن هذا البيان لاحقاً: “حرصت أن أخبرهم أنني أول دبلوماسية تنشق من دمشق، وأنني ابنة الوزير أحمد اسكندر أحمد. أردت أن أبعث برسالة للخائفين من الدبلوماسيين، والمشكّكين بالثورة ويعتبرونها طائفية. أردت أن أقول أيضاً، إنني امرأة، وعلوية، وفي هذا الموقع. كانت رسالتي للجميع، عائلتي، زملائي، أصدقائي، وللطائفة، أن هناك ثورة، وهناك مجازر، ولا يجب الوقوف إلى جانب المجرم”.
اللافت في صور تم تداولها مؤخراً لتوفيق اسكندر، أنه يحمل رتبة عسكرية مرموقة “عقيد ركن”، علماً أنه لم يتخرج من كلية عسكرية، بل من معهد الفنون المسرحية، وهي سابقة غريبة في كل جيوش العالم، حيث تحول بعض العسكريين إلى ممثلين، بعد استقالتهم من الجيش، أما التحول بالطريقة المعاكسة، فلعله يحدث لأول مرة، ويدل على مدى انتهاك النظام وامتهانه للمؤسسة العسكرية واستهانته بأنظمتها وتقاليدها.