جسر – متابعات
شكك سوريون في مواقع التواصل الاجتماعي بصدقية الخبر الذي نُشر أمس، والذي يفيد بانتحار رجل الدين المسيحي جورج حوش في كاتدرائية مار جرجس للروم الأرثوذوكس بمدينة اللاذقية.
وكانت قد أعلنت وزارة الداخلية بحكومة نظام الأسد، أن الرجل المذكور وجد منتحرا و”شوهد جالساً على كرسي ضمن الكاتدرائية ومصاب بطلق ناري في الصدر والمسدس ملقى على الأرض بجواره”.
وأضافت أنه “حضرت هيئة الكشف الطبي والقضائي وتبين سبب الوفاة صدمة رضية نازفة تالية لطلق ناري نافذ بالصدر باتجاه الظهر” مشيرة إلى أنه “ومن خلال التحقيق باشراف قائد شرطة محافظة اللاذقية بالذات تبين إقدام الكاهن على إطلاق النار على نفسه من مسدسه الخاص عيار 7.5 مم بسبب ضغوطات نفسية واجتماعية، حيث عثر بحوزته على قصاصات ورقية مكتوبة بخط يده تؤكد ذلك”.
ونشر الدكتور هيثم خوري منشوراً، عبر فيه عن عدم تصديقه لخبر انتحار جورج حوش، بناء على معطيات عدة، وقال: “بعد مراجعتي لتقرير الأجهزة الأمنية في سوريا اعتقد انه تم تصفية الخوري جورج حوش”.
وأضاف: “أولاً هناك طلقة وحيدة في الصدر، وهو مكان في الجسم غير معتاد لإطلاق النار على النفس فيه. والسبب أن من يريد أن يطلق النار على نفسه يريد أن يوجه المسدس عامودياً على الجسم ليتأكد أن الإصابة قاتلة، وإلا من الممكن أن تمر الطلقة سطحية دون أن تدخل الاحشاء، وجربت أن اضع مسدس ( بلاستيك) بشكل عامودي على صدري فاكتشفت انها عملية غير ممكنة”.
وتابع: “ثانياً، من يريد الانتحار غالباً ينتحر في مكان معزول عن الناس وليس في كنيسة قبل الصلاة لأن الانتحار يتطلب تجميع قوى الشخص للإقدام عليه وهذا يتطلب الابتعاد عن الناس. على الغالب في الكنيسة قبل الصلاة هناك اكثر من كاهن وأيضا اكثر من عضو في الجوقة.. لذلك هذه المعطيات لا تدل على انتحار”.
وأردف: “بالمناسبة أنا أعرف الخوري جورج حوش شخصيا فلقد قضينا فترة أسبوع سوية عام ١٩٩٠…. بناء على تقرير الأجهزة الأمنية، غير مقتنع انه انتحر”.
https://www.facebook.com/haytham.khoury/posts/5262842400469470?__cft__[0]=AZUvoSykFTKOYS6iE2Rkh4v88KXqUcmvb7Wz8r_P4Xz85Fn2_NCJ0UcycJ8ffuWAyeD60AkjiwOJCEnuiUzJ4n3_YNMwHcb6MQNwnjVAmU55t4Y2C01jewmd4etGOtuDgwg&__tn__=%2CO%2CP-R
بدوره، علق المحامي السوري المعروف عارف الشعال قائلاً: “هناك شيء لافت للنظر أيضاً أن أفراد الشرطة حينما حضروا للمكان وجدوه على الكرسي وبجانبه المسدس ملقى على الأرض حسب بيان وزارة الداخلية.. واللافت هنا وجوده على الكرسي ولماذا لم تحاول الناس إسعافه أو على الأقل تسجيته على الأرض!! يعني شخص أطلق النار على صدره وهو جالس على الكرسي من المستبعد أن تكون ردة فعل الحاضرين هادئة كثيرة بحيث يتفرجون عليه ولا يحاولون الذهاب به للمشفى أو تسجيته على الأرض وإنما يقررون بمجرد النظر إليه أنه توفي ويجب الاتصال بالشرطة!!! بدون أن يحركوا جسده!!!”.
وأضاف: “إما أنه انتحر لوحده بعيداً عن أعين الناس وليس بالصلاة كما قيل، أو أن بيان وزارة الداخلية مشوب بالجهالة”.
ووسط هذه الشكوك، يعود السؤال بشأن موت الأب جورج حوش: هل انتحر الرجل المتدين حقاً من الضيق والأوضاع النفسية والمعيشية السيئة؟ أم أنه راح ضحية جريمة ارتكبها أحد المتنفذين الكُثر في منظومة نظام الأسد؟