جسر: متابعات
في خضم الاحتجاجات المطلبية ضد الحكومة العراقية الموالية لإيران التي ذهب ضحيتها عشرات القتلى، تشهد مواقع التواصل الاجتماعي، رواج أهزوجة شعبية شهيرة عنوانها “كاع ترابج كافور”، كتبها الشاعر كاظم إسماعيل الكاطع، ولحّنها علي عبد الله.
وتقول كلمات الأهزوجة:
ياكاع ترابج كافوري… عالساتر هلهل شاجوري
عالساتر كلنا تعلينا… رجعنا الراد يلاوينا مكسور ذراع اي والله وعونج ياكاع
دار العدوان نساويها… ونخلي اسفلها بعاليها ذولة احنا سباع اي والله وعونج ياكاع
معمورة وبالعز مبنية… ولو فاضت بالغيض الدنيا صدام شراع اي والله وعونج ياكاع
جرح من ترابج داويته… والراد يذلج ذليته والحق ما ضاع اي والله وعونج ياكاع
والمفارقة أن الأهزوجة الشهيرة كانت تبث بشكل يومي في التلفزيون والراديو العراقيين، خلال الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات، والتي امتدت لثمانية سنوات وسميت بـ”قادسية صدّام” وراح ضحيتها عشرات آلاف القتلى وخسائر مالية بلغت 400 مليار دولار أميركي. واليوم، للمفارقة، حوَّر بعض الشيعة العراقيين كلماتها لتكون ضد الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، وضد سياسة السلبطة الإيرانية في العراق، وبدأ يرددها المتظاهرون في النجف ومناطق اخرى.
ومن المفارقات أن يستعملها الشيعة الذين قمعهم صدام على مدى سنوات، ضد إيران وقاسم سليماني، في إشارة واضحة إلى الدرك الذي وصل إليه الواقع العراقي، في ظل الاستتباع لإيران… وإلى أن الاحتجاجات وضعت الطوائف والقوميات جانباً واتّحد المحتجون تحت الشعارات الاجتماعية والمعيشية.
المصدر: موقع المدن