جسر – (بيان)
انضمت صحيفة “جسر” إلى “ميثاق شرف للإعلاميين السوريين” وسددت اشتراكاتها السنوية على مدار السنوات الماضية، إيماناً منها بدعم العمل المؤسساتي وتعزيز دور الإعلام الجديد أو البديل كواجهة مشرقة للثورة السورية. ولكن، مع مرور الوقت، لاحظنا تحول هذه المؤسسة عن الأهداف التي انضممنا من أجلها، واتخاذها مساراً مشابهاً لمسارات وممارسات المؤسسات السياسية والإدارية المعارضة، ما يتعارض مع القيم والمعايير التي سعينا لتأسيس عملنا عليها.
وكان من أبرز وآخر الممارسات التي دفعتنا لاتخاذ قرار الانسحاب، إعلان مجلس إدارة “الميثاق”، ممثلاً برئيسه، عن جائزة للصحفيين السوريين تحت عنوان “الصحافة الأخلاقية”. حيث قام رئيس مجلس إدارة “الميثاق” بتحديد لجنة اختيار الفائزين، ثم فاز بالجائزة هو نفسه. هذه الخطوة تمثل انتهاكاً واضحاً لأبسط القواعد المهنية والمعايير المتبعة في منح الجوائز على مستوى العالم، ولا نعتقد أن مثل هذا السلوك قد حدث في أي مكان آخر.
إن هذه الممارسات تذكّرنا بتجديد زعماء الهيئات السياسية لولاياتهم وتوزيع المكافآت والرواتب على أنفسهم، واتخاذ القرارات نيابة عن جمهور الثورة. هذه السلوكيات كانت سبباً رئيسياً في فقدان الشعب السوري الثقة في أي مؤسسة أو منظمة قامت على خلفية الثورة السورية، ووصمها بأنها لا تختلف عن المنظومة والمؤسسات والأوضاع والثقافة، التي انتفضوا ضدها.
كنا نأمل أن تكون مؤسسات الإعلام البديل صوتاً حراً يراقب ويصحح الأخطاء، لا أن تتسابق نحو ممارسات مشابهة لتلك التي فجّرت ثورة السوريين. وبناءً على ما سبق، نعلن في صحيفة “جسر” انسحابنا من “ميثاق شرف للإعلاميين السوريين”، آملين أن نصل يوماً كسوريين إلى إنشاء هيئات ومنظمات حقيقية مبنية على أسس صحيحة وقواعد راسخة، من الناحية الأخلاقية، والمهنية، والتنظيمية.