جسر: متابعات:
وفي ملف مخصص لهذه القضية، نشرت صحيفة الاخبار اليوم تقريراً قالت فيه إن اتفاق التسوية ” لم يستطع أن يضبط، لأكثر من عام، إيقاع المنطقة التي لطالما شكّلت تحدياً أمام دمشق وحلفائها” حيث “إن الفترة الأخيرة شهدت كثيراً من عمليات الاغتيال ومحاولاته، فضلاً عن تحركات تخالف سياق التسوية، وتُنذر بخطر قادم”. وأن هذا يضع “المنطقة الجنوبية أمام احتمال عودة العمليات العسكرية، التي سعت دمشق إلى تجنّبها طوال الفترة السابقة”.
وقالت هذه الاعمال تبدو “أقرب إلى عمل منظّم ناتج من قرار جدّي بإعادة إغراق تلك المنطقة في الفوضى، وسلب الدولة السورية عنصر المبادرة للعمل ضد الخلايا الأمنية”. حملت الصحيفة التسوية التي عقدتها موسكو مسؤولية هذا الانفلات إذ سمحت لفصائل المعارضة ” أن تعيد تجميع عناصرها وتشكل مجموعاتها بشكل غير علني. أي إن مسلحي هذه الفصائل حصلوا على الأمان بفعل التسوية، ومُنعت يدُ الدولة من الوصول إليهم، واحتموا بالتفاهمات التي عقدوها مع الجانب الروسي الذي وفّر الغطاء لهم، وتُركت أسلحتهم الفردية بأيديهم، ما جعلهم في وضع ملائم لإعادة تفعيل جهودهم بحسب متطلبات المرحلة” على حد وصف الصحيفة الموالية.
وأوردت الصحيفة عنمصدر خاص بها قوله :”إن مسلحي الجنوب في الوقت الراهن لديهم القدرة على تنفيذ عمليات أمنية وتخريبية صغيرة، فهم يمتلكون السلاح الكافي والخبرة والتدريب، فضلاً عن أن لديهم معرفة واسعة بالجغرافيا وكيفية تنفيذ عمليات كهذه ثم الانسحاب والاختفاء». ويضيف المصدر أن «السلاح موجود بوفرة (…) نعم هم سلّموا القليل من أسلحتهم، وباعوا بعضها الثقيل والصواريخ المضادة للدروع، لكن الأسلحة الفردية والعبوات والألغام ما زالت موجودة بكثرة، ولم يطالبهم بها أحد». واشارت الصحيفة إلى أنه بموجب بنود التسوية، فإن النظام، سواء عبر الأجهزة الأمنية أو الجيش، لا يستطيع تنفيذ مداهمات داخل القرى والأحياء.
الصحيفة اشارت أيضا إلى شمول العمليات الأمنية لمناطق لم تخرج عن سيطرة النظام سابقاً عتمان وضاحية درعا وحيّ السبيل.
وكشفت الصحيفة إن اجتماعاً “ضمّ كبار ضباط الجيش في الجنوب، إلى جانب مسؤولي الأجهزة الأمنية، وضباط الشرطة العسكرية الروسية المعنيين بالمنطقة، أُجري خلاله تقييم للمرحلة الحالية، أفضى إلى الخروج بخلاصة واضحة، مفادها أن «ما يحدث في الجنوب قد تجاوز ردود الفعل، وأصبح نهجاً ومساراً متّبعاً، ويجب التعامل معه بجدية فائقة، ولو احتاج الأمر إلى استعمال القوة عبر عمليات عسكرية وأمنية محدودة». خلاصةٌ جرى التوصل إليها بعدما عجز الجانب الروسي عن معالجة التوتر عبر الاتصالات والتفاوض”. وهو ما يعني إن ثمة قرار قد اتخذ بعملية جديدة في الجنوب السوري لاخضاعها بشكل كامل.