جسر – صحف
تحدثت صحيفة إسرائيلية، عن مغزى الكشف عن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت لتطوير الأسلحة الكيميائية بسوريا، في هذا التوقيت، والرسائل التي تحملها هذه الضربات.
وكانت قد كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية الاثنين، أن إسرائيل استهدفت في 8 حزيران 2021، ثلاثة مواقع لإنتاج السلاح الكيميائي في دمشق وحمص بسوريا.
وقالت صحيفة “إسرائيل اليوم” في مقال للخبير العسكري يوآف ليمور، إن “لهذه الهجمات هدفاً ثلاثياً، الأول؛ نزع قدرات غير تقليدية من سوريا، الثاني، الإيضاح للأسد، أن إسرائيل لن تسمح لسوريا بالعودة لتهديدها بسلاح الدمار الشامل، والثالث؛ إطلاق رسالة لدول أخرى، وعلى رأسها إيران؛ بأن إسرائيل ستعمل بالطريقة ذاتها ضد كل من يطور سلاحا يهدد وجودها”.
ولفتت الصحيفة. إلى أن “سوريا قامت بشراء كمية كبيرة بشكل سري من مادة “تريكالسيوم فوسفات (TCB)”، وهي مادة ثنائية الاستخدام يمكن أن تستخدم لإنتاج غاز الأعصاب، مؤكدة أنه قتل في الهجمات الإسرائيلية المذكورة، عقيد يدعى أيهم إسماعيل، كان مسؤولا في مشاريع الصناعات العسكرية السورية “سيرس” التي في إطارها تطور سوريا السلاح الكيميائي”.
وأكدت أن “سوريا حازت في الماضي ترسانة هائلة من السلاح الكيميائي وخاصة غاز الأعصاب الفتاك من طراز “VX” و”سارين”، والذي استخدمه الأسد ضد معارضيه”، موضحة أن “الأسد رغم تعهده (بإخراج الأسلحة الكيميائية)، واصل استخدام أنواع مختلفة من السلاح الكيميائي ضد معارضيه، ولا سيما الكلور، وإسرائيل حذرت من عودة سوريا آجلا أم عاجلا لإنتاج سلاح كيميائي متقدم أكثر، مثلما حصل بالفعل”، وفق ما نقل موقع “عربي 21”.
وقالت الصحيفة: “يبدو أنه بخلاف الماضي، قررت إسرائيل ألا تنتظر إلى أن تتزود سوريا بكمية كبيرة من السلاح الكيميائي، بل أن تدمره وهو في مراحله الأولية”، مضيفة: “حقيقة أن سوريا واصلت مساعي التطوير رغم أنها تعرضت للهجوم في المرة الأولى، تدل على أنه إلى جانب الوجه اللطيف الذي يحاول الأسد عرضه للعالم، هو يواصل اليوم محاولة التسلح بقدرات للدمار الشامل”.
ونبهت أن “موقف الولايات المتحدة بالنسبة للهجمات الإسرائيلية غير واضح، ولماذا لم تهاجم الولايات المتحدة هي نفسها بعد أن تعهدت في الماضي صراحة بأنها لن تسمح لسوريا بالعودة لحيازة السلاح الكيميائي؟”.
ورجحت أن “الأمر ينبع من حقيقة أن إسرائيل سبقت ذلك كجزء من الهجمات التي تنفذها في سوريا، ويحتمل أن يكون الأمريكيون ببساطة امتنعوا عن ممارسة القوة”، معتبرة أن “أمريكا بامتناعها عن الهجوم، فوتت مرة أخرى فرصة لنقل رسالة للشرق الأوسط والعالم كله”.
وفي المقابل: “إسرائيل، وسعت وفق عقيدة بيغن، التي بموجبها لن تسمح لأي دولة في المنطقة بحيازة قدرة نووية ولا كيميائية، ويبدو أن هذا هو الدافع لما نشر أمس”، بحسب “إسرائيل اليوم” التي رأت أن “المعلومات التي تظهر في النشر، وإن كانت لا تعزى مباشرة لجهات إسرائيلية، لكن الشكل والتوقيت يدلان على أنه توجد مصلحة في كشف الهجمات في هذا التوقيت، وخاصة حينما تكون محادثات النووي مع إيران في ذروتها، كي تصدح لما خلف سوريا، وخاصة طهران وعواصم الغرب”، بحسب الصحيفة.