أجرى فريق من الزميلة “درج” مقابلات مطولة مع قادة في داعش، قبضت عليهم القوات العراقية، وحكموا بالإعدام، وينتظر تنفيذ الأحكام بهم قريباً جداً.
بين هؤلاء السوري صدام الجمل، الذي قبضت عليه القوى الأمنية العراقية داخل الأراضي السورية بعملية وصفت بالمعقدة وعالية المستوى، والمتهم بإرتكاب مئات عمليات القتل في سوريا، أثناء تواجده في صفوف تنظيم كداعش كقيادي.
الزملاء في درج أشاروا إلى التنازع العراقي الأردني، فيمن يستحوذ على “الجمل” الذي تقول عائلة الكساسبة أنه المسؤول عن إحراق الطيار “معاذ الكساسبة”، وهي رواية يبدو أن المسؤولون العراقيون غير مقتنعين بها، وينفيها “الجمل” مع أن :” أن المنطقة التي أسقطت فيها طائرته، كانت جزءاً من المنطقة التي يتولى الجمل مسؤوليتها. ثم إن الجمل الذي يُعرف بدمويته وتصويره أشرطة فيديو يحمل فيها رؤوساً مقطوعة، نفى لـ”درج” وقائع أخرى موثقة ومصورة من أفعال أقدم عليها، وهذا ما يُضاعف الشكوك بنفيه المشاركة في إحراق الكساسبة”.
وأضاف “درج”: “صدام الجمل الذي تُنقل روايات عن قتله أكثر من ألف سوري بيده وعن مشاركته في المجزرة التي ارتكبها التنظيم بعشيرة الشعيطات في ريف دير الزور، نفى لـ”درج” كل هذه الروايات، وقال إنه كان حين وقوع المجزرة في الرقة، ثم عاد وأكد أن رؤوس عناصر “النصرة” المقطوعة التي كان يحملها في شريط الفيديو في دير الزور، في الفترة التي حصلت فيها المجزرة، ليس هو من قطعها، لافتاً إلى أنه حملها وتصور معها “ليكيد النصرة” التي قتلت شقيقه”.
ويبدو حازم الأمين وعليا ابراهيم، الصحفيان في درج، اللذان التقيا بـ”الجمل” وصورا مقابلة مطولة معه ستنشر لاحقاً، غير مقتنعين بنفيه فـ:”لا شيء يحسم مسألة مشاركة صدام الجمل في إحراق الكساسبة، لكن هناك مؤشرات تضاعف الشكوك فيه. فمستوى العنف الذي انطوى عليه مشهد الحرق، كان صدام شارك بأفعال لا تقل عنه عنفاً، ونفيه المشاركة في أفعال موثقة ومصورة يضعف نفيه المشاركة في مشهد الإحراق. وإذا كان المحققون العراقيون يميلون إلى نفي المعلومات التي لدى عشيرة الكساسبة والتي تشير إلى علاقته بعملية الإحراق، فإن رغبة العراقيين في أن يُنفذ حكم الإعدام به في العراق، قد تكون أيضاً سبباً في قولهم أنهم يستبعدونها”. ويضيفان: أن “من يلتقي صدام الجمل، ويسمع قصته من فمه، يشعر بأن الروايات التي قرأها عنه ملتصقة بوجهه، على رغم أنه على بعد خطوة واحدة من تنفيذ حكم الإعدام به”.
ملف “المصنع” بأجزائه الأربعة حتى الآن، الذي انجزه الزملاء في موقع “درج”، واحدة من الشهادات الحية الأكثر اكتمالاً، فصورة “صدام الجمل” وقيادات داعش الآخيرين، الذين لطالما ألبسوا الآخرين البدلات الحمراء وساقوهم للذبح، يرتدون اليوم بدلات الاعدام الصفراء، وينتظرون تنفيذ حكم الإعدام قريباً جداً.. ويتحدثون.
هنا رابط هذا الجزء من ملف “درج الذي اعده حازم الأمين وعليا إبراهيم، وستنشر المقابلات المصورة معه لاحقاً في سلسلة اصدارات مرئية.