جسر – متابعات
أدى خروج بعض المعتقلين من سجون النظام بعد سنين طويلة من التغييب، إلى صدمتهم بحوادث غير متوقعة من قبلهم، وذلك بسبب منع ذويهم من الحصول على أية معلومة تتعلق بهم، أو إبلاغ أهاليهم في بعض الحالات بوفاة مزعومة.
وبرزت على السطح منذ اللحظات الولى لخروج المعتقلين، قصص ومآسي حقيقية تتعلق بقضايا اجتماعية بمنتهى الحساسية.
ومن هذه القصص، أنّه وبعد 10 سنوات وأكثر قضاها المعتقلون في غياهب السجون، عادوا إلى ذويهم وأهليهم ليتفاجؤوا بزواج زوجاتهم في غيابهم، حين لعبت مخابرات أسد بمشاعرهم ومقدساتهم وأبلغتهم بوفاة أزواجهن وأصبحن بحكم “الأرامل”.
لكن الصدمة الجديدة كانت بحسب قريبه، حين علم أن زوجته تزوجت بعد 8 أعوام على غيابه، حيث أعلمتها مخابرات أسد بأن زوجها توفي في السجن، الأمر الذي دفعها للزواج مرة أخرى والسفر فيما بعد إلى أوروبا لتتمكن من تربية طفليهما اللذين كانت تظن أنهما يتيمان، لتشكل تلك الفاجعة غصّة قلب وطعنة روح ينتهي عندها الكلام.
غير أن الشاب المفرج عنه، خرج من سجنه بأسقام عديدة في جسده نتيجة التعذيب الشديد على مدار عقد من الزمن، بحسب أبو عمر الذي لفت خلال تصريحه الخاص لأورينت إلى أنه “بأمس الحاجة للعلاج كي يستعيد بعضا من عافيته ويبقى على قيد الحياة”، حيث ليست معاناته في فقد ذاكرته وحسب، وإنما وضعه الصحي متدهور.
أمّا القصة الثانية، فلا تقل قسوة وإيلاما وقهرا ومأزقا عن القصة السابقة، حين وصل أحد المفرج عنهم إلى أهله في درعا يوم أمس، بعد عشر سنوات قضاها في معتقلات أسد، ليتفاجأ أيضا بزواج زوجته من أخيه (شقيقه) بعد أن تيقّنت عائلته بأنه توفي في السجن بعد سنوات طويلة من اعتقاله.
وذكر (باني العمري المسالمة) وهو أحد أبناء درعا، في صفحته في “فيس بوك” أن صديقه تفاجأ أول أيام العيد (أول أمس) من خلال تصفحه مواقع التواصل الاجتماعي بصورة أخيه المفقود منذ عام 2012، وقد بدا بملامح مختلفة عما كان عليه سابقا.
ومع وصوله إلى أهله في مكان نزوحهم، وفي خضم مشاعر الفرح والحزن باللقاء الذي يشبه الخيال، طلب المفرج عنه أن يرى أولاده الذين تركهم صغارا حين اعتقل قبل عشرة أعوام، لتكون “المصيبة” كما يرويها صديق المسالمة قائلا: “تزوّجت زوجة أخي بعدما فقدنا الأمل أنه حي، وضممت أولاد أخي إلى أولادي.. ولي أولاد من زوجتي الثانية والتي هي أرملة أخي كما كنا نظن “.
ختم المسالمة منشوره قائلا: “أي مأزق وضعنا به هذا الطاغية وماذا سيحدث لأخي إن أخبرناه ،ألا يكفيه ما ذاقه.. إنه يلح ليراهم ولم تبقَ بيدنا حيلة”.
ووفقا لموقع “أورينت” فإنّه رصد حالة مماثلة إلى حد ما، حيث علمت من مصادر خاصة أن شخصا آخر من أهالي الغوطة الشرقية لدمشق، أًفرج عنه من سجن صيدنايا أمس، وحين عاد إلى منزله تفاجأ بزواج زوجته في غيابه الطويل لأكثر من 10 أعوام، وإعلامها بشكل رسمي أيضا بوفاة زوجها في السجن.