جسر – خاص
علّقت السعودية عمل موظفي “هيئة التفاوض” السورية في مقرها بالعاصمة الرياض، أمس الأربعاء، على خلفية خلافات حادة بين الكتل السياسية المعارضة المشكّلة للهيئة.
وتداول سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي ليلة أمس الأربعاء، ورقتان صادرتان عن وزارة الخارجية السعودية، جرى إرسالهما إلى مقر هيئة التفاوض في الرياض، وأكدت مصادر خاصة لصحيفة “جسر” صحة ما ورد في الورقتين المتداولتين.
الورقة الأولى.. الرياض تطالب “الهيئة” بتوضيحات
في الرسالة الأولى ورد أن وزارة الخارجية السعودية تلقت مذكرة من بعض مكونات هيئة التفاوض السورية (هيئة التنسيق، ومنصة موسكو، ومنصة القاهرة) المتضمنة رفضها لقرارات صادرة عن اجتماعات غير شرعية للهيئة والمخالفات القانونية والنظامية للقرار. وطلبت السعودية من الهيئة توضيحات حول ما ورد في رسالة الكتل الثلاث.
والجدير بالذكر هنا، أن “هيئة التنسيق الوطنية، ومنصة موسكو، وجزء من منصة القاهرة” أرسلت رسالة منذ أيام قليلة إلى المبعوث الأممي إلى سوريا “غير بيدرسون” -يُرجح أنها ذات الرسالة التي وصلت إلى وزارة الخارجية السعودية- يطالبونه فيها بضرورة التدخل السريع لحل الخلافات التي ظهرت داخل “هيئة التفاوض”.
وجاء في الرسالة التي أرسلت في 13 كانون الثاني/ يناير، ونقلتها وسائل إعلامية أنّ على بيدرسون التصرف بشكلٍ سريع للحفاظ على وحدة اللجنة الدستورية واستمرارها، وأنه نتيجة لعدم قيام الأمم المتحدة بدورها وحماية استقلالية عمل اللجنة، تم إبعاد الزميل “مهند دلقيان” عن اللجنة المصغرة من قبل الطرف المعطل، وذلك حسب الرسالة.
واعتبرت الرسالة، أنّه ثمة طرفٍ معطل يسيطر على الهيئة، في إشارة ضمنية إلى (الائتلاف، كتلة العسكر، وكتلة المستقلين)، وأن هذا الطرف يعقد اجتماعاته على مدى عامٍ كامل متجاوزاً حضور “هيئة التنسيق” و”منصة موسكو” و”منصة القاهرة” خلافاً للقرار 2254.
وأضافت الرسالة، أنّ هذا الطرف مرر خلال اجتماع لمْ تحضره الأطراف المذكورة قراراً يقضي بإنهاء عضوية “قاسم الخطيب” في كل من اللجنة الدستورية، وهيئة التفاوض، بشكلً غير قانوني، ودعت الرسالة المبعوث الأممي إلى عدم قبول أي قرار استبدال قبل الوصول إلى توافق ضمن مكونات هيئة التفاوض السورية، وطالبت الرسالة بيدرسون ببذل الجهود لدعم التوافق داخل الهيئة.
وكان فراس الخالدي، منسق منصة القاهرة وعضو هيئة التفاوض السورية، أرسل قبل أيام كتاباً إلى هيئة التفاوض السورية يطلب فيه استبدال “قاسم الخطيب”، وهو عضو هيئة التفاوض وعضو اللجنة الدستورية، وأن يحل مكانه “نضال محمود الحسن” عضواً في الهيئة، و”تليد صائب” عضواً في اللجنة الدستورية، وذلك بعد خلافات وانقسامات حدثت داخل منصة القاهرة.
من جهته اعتبر “مهند دليقان” عضو منصة موسكو، أنّ عمليات التعطيل والاستئثار بالقرار وإقصاء الآخرين يمارسها البعض مكررين عقلية الحزب القائد مما دفع بعض المنصات إلى إرسال هذه الرسالة.
الورقة الثانية.. السعودية توقف عمل موظفي “الهيئة” في الرياض
وجاء في الورقة الثانية الصادرة عن وزارة الخارجية السعودية إنه “وعلى ضوء استمرار تعطيل أعمال هيئة التفاوض السورية فقد تقرر تعليق عمل موظفي الهيئة مع نهاية الشهر الجاري يناير 2021 وذلك لحين استئناف الهيئة أعمالها”، وطالبت الوزارة هيئة التفاوض بـ”الاطلاع” على المذكرة و”اتخاذ ما يلزم حيال ذلك”.
يشير ذلك إلى أن المملكة قررت تعليق الدعم عن مكتب الهيئة في الرياض إلى حين اكتمال نصاب الاجتماعات التي تغيب عنها المنصات الثلاث المحتجة وهي (هيئة التنسيق، ومنصة موسكو، ومنصة القاهرة).