جسر: متابعات:
نقلت مصادر إعلامية إسرائيلية عن شهود عيان رصدهم صباح اﻻثنين الماضي لافتة كبيرة تغطي أربعة طوابق على مبنى يطل على ساحة رابين في تل أبيب مكتوب عليها: “قريبا ستفتح هنا: السفارة الإيرانية في إسرائيل”.
ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن بعض المتصلين بالرقم الظاهر على اللافتة، أنهم سمعوا رسالة باللغة الإنجليزية تقول: “سلام، لقد وصلت إلى السفارة الإيرانية في تل أبيب. للأسف لم نتمكن من الإجابة على اتصالك الآن، ولكن مكالمتكم مهمة لنا، لذا يرجى منك ترك اسمك ورقم بعد الإشارة، وسوف نعود إليكم”.
ورأت الصحيفة، أنه وعلى الرغم من إدراك غالبية المارة لحقيقة أن اللافتة مزحة أو دعاية، إلا أنها كشفت إلى حد ما المشاعر الدافئة التي لا يزال يكنها الإسرائيليون للشعب الإيراني، منذ سقوط نظام بهلوي صديق إسرائيل في 1979 إثر الثورة اﻹسلامية المعادية لها منذ ذلك الحين.
وزارت الصحيفة بلدية تل أبيب للاستيضاح، فكان الرد أنهم ﻻ يعلمون عن اﻷمر شيئا، ولدى إشارة الصحيفة لمسؤولية البلدية عن اللافتات التي تنتشر في المدينة، كانت اﻹجابة أن المبنى الذي يحمل اللافتة خاص وأن لا دخل للبلدية في اﻷمر.
وأبدى المارة أو العاملين في جوار البناء الذي حمل اللافتة دهشتهم وحيرتهم حيال وجودها، بحسب الصحيفة، التي حاولت الدخول إلى المبنى بحثا عن إجابة ﻵسئلتها حول المسؤول عن اللافتة، وأضافت أن أحدا لم يفتح الباب باستثناء مسنة أعطتهم وسيلة للتواصل مع أحد المسؤولين عن البناء والذي لم يستجب ﻷي محاولة تواصل.
لكن مراسل الصحيفة ﻻحظ إشارة صفراء صغيرة بالقرب من أعلى الافتة العملاقة كتب فيها “برعام”، وهو اسم شركة إعلانات إسرائيلية كبرى متخصصة في صناعة لافتات تعلق على جانبي المباني، بحسب الصحيفة.
ولدى اﻻتصال بـ”برعام”، أكدت موظفة أنه شعار الشركة، وأضافت أنهم علقوا اللافتة بناء على رغبة أحد زبائنهم، الذي طلب عدم الكشف عن هويته.
ورفضت إيران في 1947 قرار تقسيم فلسطين، وصوتت بالرفض على ضم إسرائيل للأمم المتحدة بعدها بعامين، ومع وصول الشاه محمد رضا بهلوي إلى السلطة، تحسنت العلاقات بشكل كبير.
واستمرت العلاقات قوية خلال فترة الشاه على الرغم من عدم وجود علاقات رسمية معترف بها خلال الخمسينات والستينات، وكانت إيران ثاني دولة ذات غالبية مسلمة تعترف بإسرائيل بعد تركيا.
وبعد الثورة الإسلامية أعلنت إيران قطع كل العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل، كما أعلنت عدم اعترافها بشرعية الدولة الإسرائيلية، ودأب الخميني على تسمية إسرائيل بالشيطان الأصغر والولايات المتحدة بالشيطان الأكبر، وهدد أكثر من مسؤول إيراني بمحوها أو إبادتها.