جسر: الحسكة:
بعد قيام نظام الأسد بعزل رئيس فرع أمن الدولة في الحسكة العميد مهنا محمود ونائبه ونقلهما إلى فرع الرقة عديم الأهمية، إذا لا وجود فعلي له على الأرض، نظراً لخروج الرقة عن سيطرة النظام، تقصت “جسر” خلفيات تلك الإقالة لتكشف عن ملفات فساد، تمثل جانباً فقط مما ترزح تحته محافظة الحسكة من فساد وسوء ادارة.
فساد داخلي
فساد العميد محمود طال بداية فرعه، ومن ثم توسع ليشمل عدة مجالات ستذكر تباعاً في هذا التقرير، ومن سرقاته المثبتة داخل الفرع، بيعه مخصصات الفرع من مواد لوجستية ( 150 سريرا عسكرياً مع فرشات منامة، واغطية عسكرية ومواد غذائية معلبة) كانت مقدمة من شعبة المخابرات العامة “الإدارة العامة لفرع أمن الدولة بدمشق” إلى فرع الحسكة وصلت عبر طائرة الشحن العسكرية (اليوشن) الى مطار القامشلي، ووقع على استلامها مندوب الفرع المدعو “كسار الحسينو” حيث قام العميد محمود بالاستيلاء عليها، وبيعها في السوق السوداء، لصالحه بالتعاون مع تجار مدنيين في مدينة القامشلي، لتختفي المواد المراسلة من دمشق.
توظيف مقابل “رشوة”
رغم أن الأمر يطال مسابقة توظيف في المشفى الوطني بالقامشلي إلا أن لمحمود يد فيها، فقد أكد مصدر مطلع لمراسلنا إن المسؤولين عن المسابقة ومنهم مدير المشفى الدكتور عمر العاكوب، قاموا بترسيب جميع عناصر النظام المسرحين من الخدمة الالزامية، والذي بلغ عددهم ٣٢ عنصراً، بعد أن قضوا أكثر من ثماني سنوات بخدمة نظام الأسد.
وبمراجعة الدكتور عمر العاكوب، أفادهم بأن رئيس فرع أمن الدولة هو من وضع قائمة أسماء الناجحين، إذ أن من شروط النجاح في مسابقات النظام الموافقة الأمنية من قبل النظام كشرط اساسي للتوظيف. وأضاف المصدر “قام العميد محمود، عبر وسطاء، ومنهم المساعد أبو قيس، وهو صف ضابط متطوع بقسم الدراسات بالفرع، بالحصول على مئات آلاف الليرات من كل شخص، تم قبوله في المسابقة، وذلك بإيعاز ومشاركة من رئيس الفرع”.
وطالت يد العميد محمود مديرية الزراعة في الحسكة أيضاً، إذ تقدم أيضاً ثلاثة عشر عنصراً من المسرحين لمسابقة توظيف، ولم ينجح منهم أحداً للأسباب ذاتها.
وكان رأس النظام أوصى جميع الدوائر الحكومية بضرورة توفير فرص عمل للعناصر المسرحين، ومساعدتهم وتيسير شروط قبولهم.
سرقة رواتب لاجئين عراقيين
وبالرغم من مئات آلاف الليرات التي جمعها العميد محمود فقد طال فساده الجمعيات الخيرية، ومنها جمعية الاحسان الخيرية بالقامشلي، إذ قام بتزوير وثائق وتقديم اسماء وهمية للاجئين العراقيين ، وقبض رواتب ومبالغ مالية كبيرة مقدمة كاعانات لهم من منظمات تابعة للأمم المتحدة، بعد تصديق رئيس جمعية الاحسان عليها المدعو عواد الهرو ، الذي يخضع للتحقيق في أحد الافرع الأمنية الأخرى للنظام، والتي تربطها علاقة منافسة في الفساد مع جهاز أمن الدولة، كما يقوم رئيس الفرع الجديد لأمن الدولة في الحسكة،غسان العلي، بالتحقيق مع مدير مكتب سلفه، وتدور التحقيقات حول سرقة مستودع للمواد الاغاثية الدولية، وتأجير منزل يملكه لأحد مكاتب الموضية العليا للاجئين بمبلغ كبير هو 280 الف ليرة شهرياً، ويقع المنزل في قرية الدمخية بريف القامشلي الجنوبي بالقرب من دوار زوري الخاضع لسيطرة النظام.
استغلال اهالي المعتقلين
كما قام العميد محمود باطلاق سراح معتقلين مطلوبين لدى نظام من فرع الحسكة، دون ارسالهم الى فرع دمشق، بعد حصوله على مبالغ مالية كبيرة جداً من أهالي المعتقلين، عبر سمسار مدني ويدعى “خطيب الياس الطلب” يلقب ب”أبو ضاري” وهو قائد مقر الدفاع الوطني، ويعتبر “الطلب” “مفتاح” العميد مهنا، الذي يمكن لأي شخص الحصول على القرار المطلوب من رئيس ذلك الجهاز الأمني، بعد دفع المبلغ المطلوب لأبي ضاري.