جسر: متابعات:
قال طيارون عراقيون إن برنامج مقاتلات إف-16 باهض الثمن آخذ بالانهيار، في ظل نقص عمليات الصيانة أو رداءتها بعد انسحاب الخبراء الأميركيين من قاعدة بلد الجوية، وفقا لتقرير أوردته، الأربعاء، شبكة “فوكس نيوز” الأميركية.
وحذر التقرير أيضا، نقلا عن مصادر مطلعة، من أن الميليشيات الموالية لطهران قد تتمكن من الوصول لهذه الطائرات، نتيجة غياب القوات الأميركية، كما حصل مع دبابات أبرامز المتطورة، التي استولت عليها قوات الحشد الشعبي، التي تضم فصائل تابعة لإيران، في وقت سابق.
ووفقا لأحد الطيارين الذين، تحدثوا لفوكس نيوز، شريطة عدم الكشف عن هويته، فقد “انخفض عدد المقاتلات التي تنفذ طلعات جوية إلى سبع طائرات فقط من أصل 20 يمتلكها العراق”.
وذكرت المصادر أن “انسحاب الخبراء الأميركيين من قاعدة بلد تسبب بنقص قطع الغيار، مما أجبر وزارة الدفاع العراقية على صنع بعضها محليا، وهو أمر غير مسموح به ويبطل الضمان على الطائرات وقد يؤدي لنتائج كارثية”.
وأشارت إلى أنه على سبيل المثال “في إحدى المرات نسي الفنيون العراقيون آلة صيانة داخل محرك إحدى الطائرات”.
ويقول طيار آخر إن “معظم الطائرات متروكة حاليا، لأن أفراد القوة الجوية العراقية لا يعرفون كيفية إعادة صيانتها”.
وذكر طيار ثالث “اعتدنا أن نقوم بـ 16 طلعة جوية في اليوم باستخدام طائرتين مقاتلتين، ولكننا حاليا نقوم فقط بطلعتين إلى أربع طلعات جوية في اليوم”.
وكان تقرير نشره موقع “iraq oil report” أشار إلى أن “البرنامج العراقي لطائرات إف-16، والذي كان رمزا للشراكة العسكرية بين الولايات المتحدة والعراق في وقت سابق، يشهد حاليا حالة من الفوضى لدرجة أن الطيارين لم يعد بإمكانهم القيام بمهام قتالية ضد تنظيم داعش”.
ونقل التقرير عن ضابطين عراقيين قولهما إنه “بدون خبرة شركة لوكهيد مارتن في الموقع، لا يمكن للأسطول أن يتلقى الصيانة المناسبة”.
وانسحب خبراء شركة لوكهيد مارتن، الذين يقومون بتقديم الدعم الفني والصيانة للطائرات، من قاعدة بلد في أوائل يناير بعد تعرضها لهجوم بالصواريخ نفذته ميليشيات موالية لإيران، ردا على مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني.
وإضافة لذلك يشير التقرير إلى “عمليات فساد داخل القاعدة شملت قيام قادة عسكريين عراقيين باختلاق سجلات لطلعات تدريبية وهمية، من أجل التستر على اختلاسهم لوقود الطائرات غير المستخدم”. وفقا لضابطين عراقيين.
وقال التقرير أيضا إن “المهندسين العراقيين اجبروا على توقيع وثائق لمواصلة استخدام أجزاء من محركات الطائرات التي يجب إصلاحها أو استبدالها، على الرغم من المخاطر الجسيمة على حياة الطيارين”.
وكان مسؤولون أمنيون عراقيون قالوا لفرانس برس في 12 يناير الماضي إن “أكثر من 90 في المئة من المستشارين الأميركيين وعناصر شركتي لوكهيد مارتن وسالي بورت المتخصصة بتشغيل طائرات أف 16 العراقية، انسحبوا من قاعدة بلد الجوية إلى معسكري التاجي وأربيل”.
ومنذ نهاية أكتوبر، أصبحت القواعد العسكرية العراقية هدفا للهجمات الصاروخية. وسقطت عشرات الصواريخ على تلك القواعد، وأسفرت إحداها في 27 ديسمبر عن مقتل متعاقد أميركي.
وتعليقا على هذه المعلومات قالت قيادة العمليات المشتركة في العراق في بيان صدر في 14 أغسطس الجاري إن طائرات “أف-16” مستمرة في استهداف عناصر تنظيم داعش.
وذكرت أن “الفنيين العراقيين يعملون باستمرار على إدامة طائرات أف-16 لاستمرار عملها في استهداف عناصر تنظيم داعش”، مضيفة أن “الفنيين العراقيين لديهم الإمكانيات، والقدرة على تسليح وتجهيز الطائرات العراقية”.
المصدر: الحرة ٢٦ آب.اغسطس ٢٠٢٠