جسر: متابعات:
صرح الرئيس التركي الأسبق، عبدالله غول، بدعمه العودة إلى نظام الحكم البرلماني، مؤكدا أنه الخيار الذي اجتمعت عليه أغلب الأحزاب المعارضة في تركيا.
وفي حوار مع صحيفة “قرار”، أكد عبدالله غول أمس الثلاثاء، أن النظام البرلماني هو الخيار الأمثل لتركيا، وقال موضحا “لم أرغب في نظام رئاسي، خياري هو دعم نظام برلماني ديمقراطي متكامل”، موكدا أنه “لم تتم إهانة البرلمان التركي بقدر ما يحدث اليوم.. تركيا تشعر بغيابه”.
وخلال إجابته عن سؤال حول الحزب المنتظر لوزير اﻻقتصاد السابق الذي سبق وأن غادر حزب العدالة والتنمية الحاكم، علي باباجان، أكد غول على دعمه له وقال موضحا: “أنا إنسان أثق وأقدر شخصية السيد علي باباجان وتعليمه وخبرته وأسلوبه السياسي”.
وحول الأوضاع في سوريا، شدد غول على ضرورة عدم تحول التوترات في إدلب إلى صراع شامل، قائلا: “نحن مستفزون جدا ورغم ذلك لا يجب أن ندخل حربا شاملة مع سوريا، لكن عند إلقاء نظرة عامة على المسألة يمكنني القول إن نهج العالم بأسره تجاه سوريا كان خاطئا منذ البداية”.
وأوضح غول أن تركيا متورطة في الأزمة السورية منذ العام 2011 دون خطة خروج مناسبة، وقد عززت التعاون مع روسيا في الوقت الذي ابتعدت فيه عن حلفائها الغربيين، مضيفا أن مشاكل تركيا مع الولايات المتحدة جعلتها أقرب إلى موسكو، لكن الابتعاد عن الغرب سيضعف الديمقراطية التركية، مشددا على ضرورة انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي ضمن الكتلة الغربية كي تتمكن من أن تصبح دولة ديمقراطية ذات تعددية.
وأضاف أن تركيا تجاوزت الحدود المعقولة في العلاقات مع روسيا خلال الآونة الأخيرة، مشيرا إلى شراء منظومة إس-400 الروسية وتناقض ذلك مع معايير الجيش التركي المتطابقة مع معايير حلف الناتو في كل شيء بدءا من الخوذات وصولا للقوات الجوية والبرية.
وأكد غول أن قوة الجيش التركي نابعة من هذه العلاقة الراسخة مع الناتو؛ منتقدا حصول تركيا على منظومة الدفاع الصاروخي الروسية إس-400، التي وصف قرار شرائها “بالخاطئ”، مشيرا أنه كان يتوجب على العسكريين والدبلوماسيين رؤية أن تركيا لن تستطيع امتلاك منظومة إس-400 وطائرات متطورة روسية ضد أنظمة الدفاع الأطلسية الحليفة.
وفي سياق حديثه عن العلاقات الخارجية لتركيا، دعا غول إلى إعادة العلاقات السياسية مع مصر، وقال موضحا: “إن شبهنا البحر المتوسط بالتفاحة فإن تركيا ومصر هما شطرا هذه التفاحة. وبالتالي يجب التعامل في ملف العلاقات التركية المصرية بحذر وبشكل أبعد بكثير من القضايا اليومية”.
وأكد أن كلا البلدين “يتمتع بموقع مهم فيما يخص مصالح الشعبين، لكن الوضع الحالي معلوم للجميع للأسف. آمل أن يتم التوصل في النهاية إلى الطريق الذي سيقود العلاقات إلى المكانة التي تستحقها بالعقل السليم”.