جسر – متابعات
وجه “مظلوم عبدي” القائد العام لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) رسائل عدة إلى الرئيس الأمريكي المنتخب “جو بايدن”، تضمنت مجموعة من المطالب، مثل “تصحيح أخطاء ترامب”، و”تطبيع العلاقات مع الإدارة الذاتية” وحل مشاكلها مع تركيا.
جاء ذلك خلال حديث لـ”عبدي” في برنامج “من واشنطن” على إذاعة “صوت أمريكا”.
وأهم ما ورد في حديث قائد “قسد” مع الإذاعة، هو أمنياته بأن يتعامل بايدن سياسياً مع “الإدارة الذاتية” ويدعمها أسوة بـ”قسد”، وتصحيح أخطاء الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب”.
وطلب “عبدي” بأن تلعب الولايات المتحدة الأمريكية “دوراً أكبر وأكثر فعالية فى حل الأزمة السورية، وضمان حقوق الكرد والمكونات الأخرى فى الدستور السوري
إيجاد آلية حل للمناطق المحررة من تنظيم داعش الإرهابي”.
وقال “عبدي” إنه “تم تهجير 300 ألف كردي من عفرين.. عفرين المعروفة بكرديتها بنسبة 95 بالمئة، الآن يقدر عدد الكرد فيها بأقل من 30 بالمئة و يسكن العرب و التركمان الذين جلبتهم الدولة التركية في بيوتهم. وهذا أمر تكرر في المناطق الأخرى أيضاً في السنوات السابقة في 2019 تهجر حوالي 300 ألف شخص من سري كانية وكري سبي الآن هم في مخيمات النزوح وأوضاعهم ليست جيدة وهم بانتظار العودة إلى ديارهم. هذا كله تسبب في ضعف كبير في الثقة. لذلك و بالطبع ينبغي العمل أكثر سياسياً وبقوة لإعادة هؤلاء المهجرين إلى ديارهم و إعادة إدارة تلك المناطق إلى سابق عهدها”.
وأضفا أنه “نريد أن يكون هناك أمان وسلام في مناطقنا ونحل مشاكلنا مع الدولة التركية بالحوار والسلام”.
وأردف: “سنطلب من بايدن أن يساعدنا على تحقيق الأمن و الأمان في مناطقنا و مع جيراننا من القوى الإقليمية. نحن نقود حرباً ضد الإرهاب ونقوم بحماية مناطقنا، لذا سنطلب أن يقوموا بدورهم وواجبهم في هذا المجال. وهذا أمر وطلب عاجل يمكن أن نطلبه. هناك تهديدات دائمة على مناطقنا وأمننا في خطر دائم، ولابد من العمل على إحلال الأمان والأمن هنا. والأمر الآخر من أجل مستقبل مناطقنا السياسي كما تعلمون هناك إدارة مدنية تقوم بعملها ولكي نستطيع محاربة داعش وتحقيق السلام لا بد من الاعتراف بهذه الإدارة المدنية من الناحية السياسية”.
وأشار إلى أنه “لدينا مشاكل تتعلق بالأمن والأمان و الخدمات العامة، لذا سنطلب مساعدة هذه الإدارة هنا ضمن هذا المجال وهكذا ستتطور الحلول السياسية. هذه هي أولوياتنا. باختصار نطلب من الإدارة الجديدة العمل أكثر من الناحية السياسية لإيجاد الحلول السياسية هنا”.
وأبدى قائد “قسد” استعداده للحوار مع تركيا، قائلاً: “لدينا مشاكل مع الدولة التركية وأهمها المناطق المحتلة لذلك نريد حلها مع الدولة التركية. بالطبع نحن جاهزون و ليس لدينا مشاكل من هذه الناحية، لذلك نرجح الحلول السلمية على الحرب مع تركيا.. قلناها من قبل و نعيدها ثانية نحن لا نشكل أي تهديد على تركيا والأتراك يعلمون ذلك أكثر منا. بالعكس هم من هجموا علينا و قاموا باحتلال ثلاث من مناطقنا، بينما نحن لم نقم بشن أي هجوم على تركيا من داخل حدودنا. سياستنا مع الدولة التركية لم تتغير. لسنا طرفاً في استهداف تركيا وهجومها على أطراف كردستانية أخرى”.
وعن العلاقة مع إقليم كردستان العراق قال عبدي: “في الحقيقة إن بيننا وبين باشور كردستان علاقات كثيرة وليست علاقات سياسية فقط لدينا علاقات تجارية فهي البوابة الأساسية لنا ومن هذه الناحية هناك تواصل وحوار لتطوير ذلك”، مضيفاً “نريد من رئاسة وإدارة باشور كردستان أن يلعبا دورهما في دعم روجآفا من كافة النواحي السياسية والتجارية و الأمنية. هناك يوجد كيان كردي ذو إمكانيات وهم أصحاب تجربة وخبرة كثيرة. هناك تواصل وعلاقات ولكنها ليست بالمستوى الذي نرغب به نريدها أن تكون أقوى بكثير. و هناك حقيقة أن الدولة التركية تحاول دائماً ضرب الكرد ببعضهم البعض وتريد أن يشتعل فتيل الحرب بين جنوب كردستان (باشور) وشمال كردستان (باكور) و هذه رغبة تنبع من عداوة للكرد. نرى أن قوات البشمركة تقف ضد هذه الألاعيب و نحن سعداء بذلك وهذا أمر إيجابي ونتمنى أن يقوم باشور كردستان بتقوية علاقاته مع جميع أجزاء كردستان و خاصة مع روجآفا وتقديم الدعم له ونريد أن تكون علاقاتنا أقوى من ذلك”.
أما عن العلاقة بين “قسد” ونظام “الأسد” أجاب عبدي: “نظام البعث لم يغير من فكره أبداً ويرغب بإعادة الجميع إلى ما قبل 2011. لا يقبل بحقوق الكرد وبحقوق المكونات الأخرى ويرى نفسه منتصراً ويرغب بالعودة بنفسه إلى عهده السابق. يطبق الحصار على أهالينا المهجرين من عفرين إلى الشهباء وحلب و قاموا ببعض الاعتقالات ونحن قمنا بحماية أهالينا هناك. لذلك حصلت مواجهات بيننا ولكننا لا نريد أن ندخل مع حكومة دمشق في أي مواجهة لا الآن و لا في وقتٍ آخر. نرغب بحل أمورنا ومشاكلنا عبر الحوار طبعاً على أساس ضمان حقوق الكرد وحقوق جميع المكونات في مناطقنا”.