جسر: متابعات
عندما اقترب جيش النظام من مدينة سراقب، نسي الشاب “عبيدة خالد هلال” كل ما بذله من جهد، ونسي رحلته الصعبة والمحفوفة بالمخاطر إلى اليونان، بعد أن باع كل ما يملك ليطأ أراضيها، ولم تعد ذاكرته تحمل أي شئ سوى مدينته سراقب.
كان أمام ”عبيدة” خيارات كثيرة أسوأها البقاء في اليونان، وأفضلها الوصول لأي دولة أوروبية وتقديم طلب باللجوء، لكن بقرار سريع عاد الشاب إلى سراقب.
وصل “عبيدة” إلى سوريا، وبوصوله حمل سلاحه على الفور، وتوجه برفقه زملائه الذين لم يخفوا استغرابهم واعجابهم بقراره، بدأ المواجهات مع قوات النظام، لم يدخر “عبيدة” أي جهد لقد كان جيشاً مع أصدقائه المعدودين.
منع عبيدة ورفاقه قوات النظام من التقدم نحو سراقب لأيام فقط، كانوا ينامون في الخنادق ويتناوبون على الحراسة، أمضوا اسبوعاً كاملاً دون مساندة ولا طعام يكفيهم، ومع الهجوم العنيف والوحشي لقوات النظام، تمكنوا من اقتحام سراقب، واستشهد عبيدة.
لم يشأ عبيدة أن يقف متفرجاً على مدينته وهي تسقط، حسم أمره وعاد إليها ليقدم روحه وجسده فداءاً لها.
المصدر: مدونة هادي العبدلله