جسر – صحافة
أثارت الدعاية الجديدة للجناح العسكري في هيئة تحرير الشام جدلاً واسعاً بين السلفيين المناهضين لها في إدلب. ورأى السلفيون أن زيارة رئيس حكومة الإنقاذ التابعة لتحرير الشام علي كدة إلى الكلية العسكرية خطوة أولى في الطريق نحو الإعلان عن وزارة الدفاع بالشكل الذي يرضي الغرب، الأمر الذي “لم يملّ” زعيم تحرير الشام أبو محمد الجولاني في “استجدائه” منذ ثلاثة أعوام تقريباً.
بدأ كدة الذي أعيد تعيينه رئيساً لحكومة الإنقاذ في كانون الأول/ديسمبر، مهامه بزيارة إلى مقر الكلية العسكرية في إدلب، واجتمع فيها مع مدير الكلية العميد عبد الرحمن الشيخ، وعدد كبير من الضباط المنشقين عن النظام والذين عينوا حديثاً في الكلية التي أسستها تحرير الشام في الربع الأول من العام 2021. وتفقد كدة ومسؤولي الإنقاذ أعمال الدورة الأولى للطلاب الضباط في الكلية.
بدأ كدة الذي أعيد تعيينه رئيساً لحكومة الإنقاذ في كانون الأول/ديسمبر، مهامه بزيارة إلى مقر الكلية العسكرية في إدلب، واجتمع فيها مع مدير الكلية العميد عبد الرحمن الشيخ، وعدد كبير من الضباط المنشقين عن النظام والذين عينوا حديثاً في الكلية التي أسستها تحرير الشام في الربع الأول من العام 2021. وتفقد كدة ومسؤولي الإنقاذ أعمال الدورة الأولى للطلاب الضباط في الكلية.
وبعد الزيارة، أعلن الجناح العسكري في تحرير الشام فتح باب الانتساب إلى صفوف التشكيلات المسلحة المتنوعة بما فيها القوات الخاصة “العصائب الحمراء”، وذلك عبر مديريات التجنيد المنتشرة في عموم مناطق إدلب والتي يزيد عددها على 12 مديرية. ويخضع المجندون الجدد لدورة مكثفة تستمر 60 يوماً، ويحصل خلالها المنتسب الجديد على مبلغ مالي مغرٍ.
تزامنت الدعاية والترويج لحملة التجنيد الجديدة في إدلب مع ظهور متكرر لقادة وضباط في الكلية العسكرية على منصات إعلامية تتبع لتحرير الشام والإنقاذ. وبدا ظهور ضباط الكلية مختلفاً هذه المرة على غير عادة عسكر تحرير الشام، لحى قصيرة ولباس عسكري مرتب، ورتب عسكرية ويُنادى الضباط والقادة بسيادة النقيب والملازم وغيرها من صفات الجيوش الوطنية المدنية، وهو ما أزعج السلفيين في تنظيم “حراس الدين” التابع للقاعدة والسلفيين المناهضين لتحرير الشام واعتبروه فصلاً للجهاد والدين عن العسكرة، وتقليداً لجيوش الأنظمة العلمانية.
المنشق السابق عن تحرير الشام عبد الرحمن الكردي كتب على تلغرام: “قبل سنتين كنت في سجن تحرير الشام وكان هناك من حدثنا عن تغييرات ستجريها تحرير الشام، قال لنا ستلبسون بدلات غير بدلات جيش النصرة، وبدل أن تقول شيخي ستقول سيدي، وعندما يمر من جانبك الضابط ستقف باستعداد وستؤدي له تحية، وهكذا سترضى عنكم أميركا، ومع كل تغيير وتحول سيقول لكم الجولاني أنه من باب المصلحة والمفسدة والسياسة الشرعية تم إجراء هذه التغييرات”.
وأضاف الكردي “هذه خطوة ضمن خطوات كبيرة ستقوم بها تحرير الشام لكي يقبل بكم الغرب والتي ستمهد لتقاسمكم السلطة مع بشار الأسد، وذلك طالما أنكم تشتغلون على أنفسكم وتتغيرون، لا تظن أنهم سيقبلون بكم هكذا بشعر طويل ولحية طويلة وكلابية قصيرة”. وتابع: “هذا الكلام كان قبل سنتين، واليوم يتم تطبيقه بحذافيره”.
وتولى الرد على المنشق الكردي، السلفي التونسي في تحرير الشام عبد الرحمن الإدريسي الذي قال إن “هوية هذا الجيش واضحة، بعيداً عن دسّكم للسُم بالعسل واتباع طرق التنظير والتشغيب في سياسة لا تتوافق إلّا مع سياسة إعلام المحتل الروسي، فالعمل يجري على قدم وساق لتشكيل جيش إسلامي على أرض الواقِع، بعيداً عن أراء التنظير وفقاعات الميديا الصادرة عن حزب الزعلانين والمنتكسين ومن لف لفيفهم”.
ومن المتوقع أن تعلن الإنقاذ عن تأسيس وزارة الدفاع في العام 2022، أي بعد أن تخريج الدفعة الأولى من الطلاب الضباط، وهو ما سيسهّل تغيير مسميات التشكيلات التابعة لتحرير الشام إلى مسميات عسكرية واتباع الجناح العسكري كاملاً للوزارة المفترضة، لكن يؤخذ على تحرير الشام ضمها ضباطاً منشقين بأعداد قليلة واعتمادها على مقربين منها وأصحاب سجلات غير نظيفة في عمل الكلية العسكرية.
وتقول مصاد سلفية ل”المدن”، إن “مدير الكلية العسكرية العميد عبد الرحمن الشيخ انشق عن جيش النظام بعد عامين تقريباً من انطلاق الثورة، وكان برتبة مقدم وتمت ترقيته مؤخراً لرتبة عميد ليتولى إدارة الكلية العسكرية، وسبق للشيخ أن عمل مع جماعة الخلافة التكفيرية والتي تزعمها أبو عمر الكويتي في بلدة أطمة بريف إدلب قبل سنوات”.
وقال مصدر عسكري في تحرير الشام ل”المدن”، إن “الكلية العسكرية أهم صرح تدريبي وتعليمي يختص بالعلم العسكري ويُعدّ إنشاؤها تتويجا لمراحل طويلة مرت فيها الثورة السورية، وهي مختصة بتخريج ضباط محترفين ذوي اختصاصات معينة ليقودوا الجيش نحو النصر، ولا شك أن إنشاءها سيكون نواة العمل العسكري المؤسساتي المنظم، وإنهاء الحالة العسكرية العشوائية”.
وأضاف المصدر أن “الكلية العسكرية تراعي اعتماد مناهج عسكرية حديثة بما يتوافق مع واقع المعركة الجديد. وستضمن تخريج ضباط برتب عسكرية وبعلم عسكري، وستفتح باب التطوير والعمل على حل المشاكل وتقديم الحلول، وجذب الطاقات، وتوفير مركز أبحاث أكاديمي عسكري وضخ القادة العسكريين المؤهلين فكرياً وعقائدياً وجسدياً في مفاصل الجيش”.
ولا يروق الفصل المفترض ل”أدبيات الجهاد” عن الجناح العسكري لدى تحرير الشام للكثير من القيادات المتشددة والتي تتخوف من أن تفقد مميزاتها ومصالحها وثقلها في حال تحول الجناح لوزارة دفاع منظمة تراعي التراتبية العسكرية، لذا من المتوقع أن تواجه الخطوة الكثير من العقبات وقد يدفع الإعلان عن تأسيس وزارة العديد من الجماعات للانشقاق وبالأخص الجماعات السلفية المهاجرة في صفوف تحرير الشام.
المصدر: موقع المدن