جسر: متابعات:
قام علماء في جامعة كامبريدج في كل من إنكلترا وألمانيا برسم خرائط لانتشار الفيروس التاجي الجديد في المراحل الأولى قبل أن يتحور إلى سلالات فيروسية مختلفة، من خلال الاستعانة بتقنية تعتمد على التسلسل الجيني لتتبع مسار الإصابات بفيروس كورونا المستجد من رحلته الأولى في ووهان الصينية ثم وصوله إلى أوروبا وأميركا ومناطق أخرى.
وتمكن العلماء من رسم ما يشبه “شجرة العائلة” للمرض الجديد، بواسطة برنامج كمبيوتر يعتمد على خوارزمياتة رياضية، من خلال تحليل، نحو 160 جينوما للفيروس الجديد حصلوا عليها من عيادات وباحثين في جميع أنحاء العالم.
وكشفت نتائج التحاليل عن ثلاث سلالات للفيروس، أطلقوا عليه “إيه” و”بي” و”سي”، والنوع الأول “إيه” هو النوع المرتبط بالفيروس الموجود في كل من الخفافيش وحيوانات البنغولين، ويمثل جذر المرض، والنوع “بي” هو مشتق من النوع الأول، ويتكون من طفرتين، ثم النوع “سي” وقالوا إنه “ابنة” للفيروس “بي”.
وهذه الشبكة التي تم تحديد معالمها هي عبارة عن جينومات فيروسية قديمة جنبا إلى جنب مع جينومات محورة حديثا”، بحسب فريق البحث.
واكتشف الباحثون أيضا أن السلالة الأولى لم تكن وحدها المهيمنة على الحالات في ووهان، بؤرة تفشي المرض في الصين، فقد وجدوا في أجساد مرضى أميركيين زاروا المنطقة أنواعا أخرى محورة من هذه السلالة، وفضلا عن ذلك فقد عثروا على عدد كبير من الحالات التي تنتمي لهذه السلالة في الولايات المتحدة وأستراليا.
ووجد العلماء أن السلالة “بي” هي السلالة الرئيسية في ووهان وفي شرق آسيا، لكنها لم تمر من هذه المنطقة لأنها تحورت، فيما أظهر التحليل أن السلالة “سي” هي السلالة الرئيسية في الحالات التي تم رصدها في أوروبا.
وتبين النتائج أن أول إصابة بمرض كوفيد-19 وانتشار بين البشر حدثت بين منتصف سبتمبر وأوائل ديسمبر، ويرى الفريق أن أحد التطبيقات العملية لهذه الشبكة هو معرفة مسارات العدوى “التي تكون مجهولة وتشكل خطراً على الصحة العامة”.