جسر: ريف دير الزور:
شنت قوات من التحالف الدولي وقوات سورية الديمقراطية ليلة أمس عملية ضد مجموعة من عناصر داعش المتوارين في بلدة الزر شمال شرق دير الزور، حيث دارت اشتباكات هي الأعنف في المنطقة منذ نحو سنة، فجر خلالها عنصران من داعش نفسيهما بأحزمة ناسفة، وانتهت بسيطرة قوات التحالف على مسرح العملية.
وفي التفاصيل، أفاد مراسل صحيفة جسر بأن قوات من قسد مدعومة بطيران التحالف، قد دخلت عند منتصف ليلة أمس بالتوقيت المحلي إلى بلدة الزر، من ثلاثة محاور، بعد تطويق البلدة، واطلاق تحذيرات عبر المكبرات الصوتية للسكان لالتزام مساكنهم، وأعتبار أي شخص يتحرك هدفاً لهم.
والمحاور التي دخلت منها الدوريات هي طريق الكتف ومحطة الري وطريق العتال، وشوهدت أكثر من ٣٠ عربة مدرعة وهي تدخل البلدة مدعومة بخمس حوامات أميركية حلقت في سماء المنطقة.
ولدى وصول أحد الارتال إلى مسجد سعد في حي العتال، هاجمته مجموعة من المقاتلين كانوا يختبئون في نفق لتصريف مياه الري هناك، بدأه شخص بتفجير نفسه بحزام ناسف. تلا ذلك اشتباكات عنيفة جداً، قيل أنها الأشد منذ نحو سنة في المنطقة.
في هذه الاثناء اشتبكت مجموعة أخرى من التحالف بمسلحين آخرين في أحد بساتين البلدة، وفجر شخص آخر نفسه وسط الدوريات المهاجمة، مع اشتباكات عنيفة.
وتدخل الطيران الأميركي بقوة في مجرى العملية، حيث اضاء سماء المنطقة بالقنابل المضيئة، ونفذت ثلاث طائرات منه انزالات على الأرض، وأطلقت الطائرات النار عدة مرات.
ودامت العملية نحو ساعتين متواصلتين، واسفرت عن اعتقال عدد من الأشخاص عرف منهم شخص يدعى هاني أحمد المداد، وهو نازح من منطقة “طوب البو عيسى” الواقعة تحت سيطرة النظام، وقال الجوار أنه يقيم في البلدة منذ نحو سنة وهو شخص غامض ولا يعرفون الكثير عنه. كما استولت القوة المهاجمة على ثمان جولات وجدت بحوزة وسيم المداد، ومصاغ ذهبي لزوجته.
واعقب العملية أيضاً مداهمة عناصر قسد لبيت قريب من مكان الاشتباك، تقطنه عائلة “الزعين” النازحة من بلدة بقرص، والتي تعمل في تجارة المواد الغذائية والدراجات النارية، حيث استولى عناصر من قسد على مصاغ ذهبي ومبلغ من المال يقدر بـ٣٠ ألف دولار، وجدوها في المنزل، دون اعتقال أي شخص من العائلة.
وقد حضرت سيارات الإسعاف إلى مكان العملية لنقل القتلى والجرحى إلى حقل العمر النفطي، قبيل انسحاب الدوريات المهاجمة إليه أيضاً مع الطائرات الأميركية. ولم يعرف حجم الخسائر من الطرفين بعد.
مراسلنا علم من مصادر خاصة، إن العملية استهدفت مجموعة متنقلة من عناصر داعش، تتخذ من الأحياء الطرفية، أو بعض الأنفاق والبساتين المهجورة في المنطقة، ملاذات مؤقتة لها، وقد خضعت هذه المجموعة للمراقبة الشديدة حتى تم تحديد مكان وجودها أخيراً في تلك المنطقة الطرفية وشبه المهجورة من بلدة الزر، ونوّه أيضاً إلى معلومات تفيد بأن كلا الشخصين الذين فجرا نفسيهما بأحزمة ناسفة هما من الجنسية العراقية، لافتاً إلى أن أي من أهالي بلدة الزر لم يتم استهدافه أو التعرض له في هذه العملية.
يذكر أن حسابات عراقية وأخرى سورية، زعمت أن شخصيات قيادية كبيرة من تنظيم داعش، قتلوا أو اعتقلوا في هذه العملية.