عن أحمد جاسم الحسين:
الدكتور أحمد جاسم الحسين من مواليد دير الزور ١٩٦٩، كان مستشاراً لوزير التعليم العالي منذ عام ٢٠٠٧ حتى ٢٠١٠، وعميداً لكلية الآداب في الحسكة منذ عام ٢٠٠٩ وحتى انطلاق الثورة السورية، إذ أقيل بعدها بشهر إثر رفضه الذهاب مجدداً إلى الحسكة وملازمته منزله.
عبر عن تأييده للثورة من خلال عدة منشورات نشرها على صفحته في فيس بوك، إلا أنه اضطر إلى إغلاقها نتيجة الضغوطات الأمنية والحزبية، واعتذر في بداية الثورة عن برنامج تلفزوني تم تكليفه به من قبل معن صالح.
فصل من الجامعة بعد مغادرته سورية إلى هولندا كما فصل من اتحاد الكتاب العرب، وحزب البعث، ولم يحصل على أي تعويض، يقول لـ “جسر” بالعامية “الله لا يردهن ولا يردها”.
اعتذار للسوريين عن الانتساب لـ “حزب البعث العربي الاشتراكي”
وجه عميد كلية الآداب سابقاً الدكتور أحمد جاسم الحسين اعتذاراً للسوريين عن انتسابه يوماً ما لحزب البعث العربي الاشتراكي، واصفاً من انضموا إلى هذا الحزب، بأنهم “ضائعين لاهثين خلف فرص حياة طبيعية أو استثنائية يحسبون أن حزب البعث هو مدخلها”.
وأقر الحسين بأن انضمامه للحزب لم يكن ناجماً عن وعي أو معرفة أو حتى قراءة للنظام الداخلي للحزب، أو أنه اختار الحزب بعد قراءته للأنظمة الداخلية لمجموعة من الأحزاب، ليختار منها ما يعبر عن طوحاته.
وعن الأسباب التي دفعته للانتساب قال الحسين في منشور له على فيس بوك “الأمر باختصار، قد يكون أنني أنتمي لعائلة بدأت حكومة البعث تقضم سلطتها لا لتقيم دولة مدنية، بل لتقيم دولة القائد المفدى، فكان أحد حلول بقاء الأضواء مسلطة عليها انتماؤها لحزب الدولة الحاكم، قد يكون مساهمة مني كي لا توصم القرية بانها شيوعية أو إخونجية، فتحرم من عدد من الخدمات الأساسية، أو يؤخر وصولها إليها،قد يكون رغبة بقوة إضافية رداً على عنصرية عدد من أبناء المدن كوني ممن يسمون من الشوايا، قد يكون قراءة لوهم “المستقبل” أنك لن تحصل على حقوقك كإنسان، إن لم تكن منتمياً لهذا الحزب”.
واعتبر الحسين أن الأحزاب الأخرى التي وجدت في سوريا سواء بشكل معلن أو سري ليست أقل إلغائية وتحزباً من حزب البعث، ولو قيِّض لها أن تمسك بالسلطة لما كانت أقل عنجهية منه، مستشهداً بالوضع الحالي بعد مرحلة الثورة الذي كشف عن عمق الصراعات بين أطياف المعارضة.
وعن الحل الأنجع لسوريا قال الحسين “حلنا الوحيد كسوريين يكمن عبر دولة مواطنة مدنية، يحترم دستورُها حقوق كل السوريين، حيث تؤمِّن الدولة حدودَ المعيشة المعقولة، وقتها يغدو الانتماء لحزب ما إضافة في الاختيارات أو التطبيقات أو آليات الوصول إلى مزيد من الرفاهية للمواطنين، وليس للحصول على الحد الأدنى من سبل العيش”.
وكرر الحسين في حديثه اعتذاره من السوريين مرة أخرى لانتسابه لحزب البعث، إلا أنه بين أنه توجب عليه الانسحاب من الحزب وهو داخل سورية، “كان يجب أن أكون أشجع وأعلن انسحابي منه وأنا داخل سورية، وكان يجب أن أكون أشجع وأكسر حاجز الخوف وأنا داخل سورية”.
ولفت الحسين إلى أن شعار حزب البعث في الأمة العربية الواحدة وهم أكثر مما هو حلم، وأن الرسالة الخالدة لأمة هي قيم الحق والديمقراطية والحرية، أما الوحدة والحرية والاشتراكية التي طرحها الشعار، فعلى الرغم من أنها تحمل الكثير من النوايا الحسنة إلا أن حزب البعث أحد أسوأ الممثلين أو المطبقين لها.
واختتم الحسين كلامه بالقول “لا يعني ما سبق أنني لا أفتخر بعروبتي وانتمائي، لكنني أحسب أن حزب البعث بالصيغة التي استلمت الحكم في سورية أو العراق أحد أسوأ الأمثلة على الاعتزاز بالعروبة! فالعروبة التي لا تؤمن بحق الآخر الشريك بحياة كريمة عروبة ناقصة، العروبة انتماء تحولَ إلى فكرة ثقافية معرفية، أكثر من كونها مدخلاً لتشكيل دولة موحدة، طموحي الآن هو دولة سورية مدنية تعددية، تشكل العروبة: لغة وعادات وتقاليد وقيماً ومبادئ أحد مكونات شريحة كبيرة من مواطنيها، لا يمكنها أن تنمو وتتطور إلا في ضوء إيمانها بحق كل الأطياف السورية الأخرى بالتعبير عن ذاتها والمساهمة في تحقيقها”.