جسر: تقارير:
شهدت اﻷيام القليلة الماضية، خلو اﻷجواء السورية شمال غرب البلاد من الطيران الحربي الروسي، الذي لم ينفذ أي غارات جديدة، واكتفى بالتحليق اﻻستطلاعي في ريف حلب الشمالي الغربي، دعما لقوات النظام والميليشيات اﻹيرانية المستمرة بالحشد في أحياء حلب الغربية، تزامنا مع حشدها في الريف الجنوبي، الذي قصفته اليوم.
وقصفت قوات النظام والميليشيات اﻹيرانية، اليوم، بالمدفعية الثقيلة، قرية العيس في ريف حلب الجنوبي، متهمة فصائل المعارضة بقصف “ممر الحاضر”، أحد “ممرات إنسانية” ثلاثة قالت أنها افتتحتها لإخلاء المدنيين من “إدلب وريف حلب الغربي”، الذي أستهدفت فيه، عدة مرات خلال الساعات الماضية قرى؛ المنصورة، خان العسل، كفرداعل وجمعية الكهرباء، بالمدفعية الثقيلة أيضا.
وشهد اليومان اﻷخيران، تصاعدا في حشد قوات النظام والميليشيات اﻹيرانية، استعدادا لاقتحام ريف حلب الغربي والجنوبي، وألقت مروحيات النظام في الريف الجنوبي منشورات تنذر أهله بعزمه وحلفائه شن هجوم لـ”تخليصهم من اﻹرهابيين”، ونصحتهم بالتزام الحذر وإخلاء مناطق اﻻشتباك، كما فعلت أول أمس في الريف الغربي، في ظل مخاوف متصاعدة في أوساط اﻷهالي من هجوم يضطرهم للخروج في موجة نزوح جديدة.
وتبدو المدفعية الثقيلة، إلى جانب راجمات الصواريخ التي أخذت شطرا مهما من حشود النظام والميليشيات اﻹيرانية ضد ريف حلب الشمالي الغربي، خيارات اضطرارية؛ في ظل غياب الطيران الحربي الروسي عن اﻷجواء المتزامن مع مباحثات موسكو، وعدم تحليق طيران نظام اﻷسد، الممثل فيها بشخص رئيس مكتب الأمن القومي اللواء علي مملوك.
وعقد الجانبان التركي والروسي، أمس اﻻثنين، لقاء مشتركا حضره وزراء الدفاع والخارجية في كلا البلدين حول ليبيا وسوريا عقب إعلانهما سريان الهدنة فيهما، وقبل أن يرعيا لقاء بين رئيس “حكومة الوفاق” الليبية فايز السراج، وقائد “الجيش الوطني الليبي” والوفدين المرافقين لهما، تفاهما خلاله على مسودة اتفاق هدنة، غادر حفتر موسكو اليوم دون أن يوقعه.
وعلى هامش اللقاءات في موسكو أمس، عُقد اجتماع ثلاثي (سوري روسي تركي)، حضره علي مملوك إلى جانب “حقان فيدان” رئيس جهاز المخابرات التركي، وطالبه فيه “بضرورة وفاء تركيا بالتزاماتها بموجب اتفاق سوتشي بشأن إدلب المؤرخ 17-9-2018، وخاصة ما يتعلق بإخلاء المنطقة من العناصر المسلحة والأسلحة الثقيلة وفتح طريق حلب-اللاذقية، وحلب-حماة. بحسب وسائل إعلام داعمة لنظام اﻷسد.
من جانبه، وردا على سؤال عن صحة اﻷنباء حول لقاء “فيدان” ومملوك، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار “إن المؤسسات والمسؤولين الأتراك يقومون بفعاليات متنوعة في المحافل الدولية بهدف الحفاظ على المصالح التركية والمساهمة في إحلال السلام والاستقرار بالمنطقة”، بحسب “اﻷناضول” الرسمية التركية.