جسر – متابعات
صرّح رئيس غرفة صناعة حلب وأحد أبرز مناصري نظام الأسد، فارس الشهابي، أن هناك “تهويلاً كبيراً” في أرقام هجرة الصناعيين من سوريا، و”استغلالاً سيئاً ومشبوهاً لما يجري”، على حد تعبيره.
وقال لصحيفة “الوطن” إن اتحاد غرف الصناعة السورية “يؤكد وجود تهويل كبير في أرقام الهجرة وعدم دقة ما أعلن عنها، وهناك من يتحدث بها عن دوافع عاطفية وهناك من يستغلها لأسباب مشبوهة لتحريض الشارع الذي يعاني معيشياً وخدمياً”.
وأضاف: “لكن هذا لا ينفي أننا أمام مشكلة حقيقية وكارثية قادمة إذا لم نتدارك الأمر بسرعة، فاليوم الصناعي السوري يشعر بالضغط الكبير عليه من عدة عوامل ومسببات متراكمة ومتزامنة وهو إن فكر بالهجرة أو بدأ باستكشاف آفاقها لا يريد أن يغادر البلد التي صمد به كل هذا الوقت”.
وتابع: “علينا بدلاً من التشكيك بالأرقام أن نعمل جاهدين مع الشريك الحكومي كفريق واحد في تذليل الصعاب وإزالة العراقيل وفي تطبيق مع ما تم إقراره من مقررات وتوصيات في المؤتمر الصناعي الأخير في حلب عام ٢٠١٨، فسورية رغم كل شيء تبقى أفضل مكان للاستثمار الصناعي وهمنا الأكبر هو إعادة من غادر مرغماً إلى الخارج”.
وأشار الشهابي إلى أنه “لا توجد أي شراكة في القرار الاقتصادي بين الحكومة والغرف الاقتصادية وأصبح دور هذه الغرف يقتصر على الترقيع ومعالجة ردات الفعل من القرارات التي تصدر بشكل مفاجئ وبما لا يتوافق مع متطلبات الشارع للنهوض الاقتصادي”.
وأردف: “لقد أصبح من الصعب جداً أن يستورد الصناعي مواده الأولية وينقلها بسلاسة ويسر إلى مصنعه لينتجها من دون عراقيل ثم يبيعها بسهولة وبأقل التكاليف أو يصدرها للخارج بأرخص كلف الشحن ويقبض ثمنها بسهولة ودون أي تعقيدات أو خوف! وهذه كلها من بديهيات العمل الإنتاجي.. في الوقت الذي تسعى فيه دول أخرى جاهدة لاستقطاب رؤوس الأموال والخبرات السورية وتقدم لها كل التسهيلات”.
وكان قد أعلن “اتحاد غرف الصناعة” في سوريا، قبل يومين، أنّ حوالي 50 ألف من الصناعيين غادروا مدينتي دمشق وحلب خلال أسبوعين فقط، وذلك ضمن موجة هجرة كبيرة تشهدها المناطق التي يسيطر عليها النظام في سوريا.
الجدير بالذكر، أنّ الحرفين السوريين، تبعوا الصناعيين في الهجرة، حيث أكد الاتحاد العام للحرفيين الازدياد الواضح مؤخراً في طلبات الحرفيين الذين يرغبون في استصدار وثائق إثبات حرفي أو شهادات حرفية لغاية السفر من البلاد، وسط تحذيرات من “خسارة كبيرة لأهم الطاقات والكفاءات”.