جسر: دسلدورف (ألمانيا):
أستضاف تجمع “شو في مافي” الثقافي الدكتور برهان غليون مساء يوم السبت ٢٠ تشرين الثاني ٢٠٢١ في مدينة دسلدورف بألمانيا.
للحديث حول كتاب “عطب الذات” كتاب غليون الاخير.
بدأت الأمسية بقراءة برهان غليون لنصين من الكتاب، مبينا أنه بمثابة مراجعة نقدية للثورة السورية وأداء المعارضة في السنتين الأولين على وجه التحديد، حيث انتخب كأول رئيس للمجلس الوطني السوري، وقد تحدث باستفاضة عن هذه النقطة باعتبارها تجربته السياسية الأولى والأخيرة، والتي تحدث بمناسبتها عن الطبقة السياسية السورية وظروف تكونها وعن العلاقة بين المثقف والسياسي، ومسائل أخرى عديدة تتعلق جميعها بالمآل الذي وصلت إليه الثورة السورية منظوراً إليها لا فقط من زاوية التدخلات الخارجية والعوامل الموضوعية، بل ايضاً من زاوية الذات السورية التي المصابة بالعطب جراء عقود طويلة من الاستبداد والتخريب الفكري والوجداني والاخلاقي الذي مارسه نظام الأسد على المجتمع السوري.
ثم خاض الدكتور غليون مع مدير الحوار “البراء السعدي” في نقاش حول موضوعات الكتاب، ليفتح بعد ذلك النقاش مع الجمهور الذي يقدر بنحو مئة شخص، وتركزت اسئلتهم واستفساراتهم المتداخلين حول المستقبل وما يجب على السوريين ان يقوموا به مع ما وصلت اليه حال الثورة من تشتت وضعف. كما تطرقت بعض الاسئلة إلى بعض المحطات التي تحدث عنها غليون وكان له دور في قيادتها أو مشاركاً فيها.
وتجمع ” شو في مافي ” هو مركز ثقافي سوري في مدينة دسلدورف الألمانية يقدم ما يسميه بـ”ومساحة آمنة للسوريين والسوريات للاجتماع والنقاش وللتعرف على بعضهم البعض وفق أسس الاحترام والتقبل والديمقراطية، واستضاف التجمع السوريين المقيمين في المانيا في عدد من المناسبات المميزة.
وقال مدير التجمع براء السعدي لصحيفة جسر:
نحن مجموعة تطوعية شباب وشابات لدينا روح للعمل الجماعي متنوعين بالاهتمامات شكلنا منظمتنا مُنذ ثلاث سنوات تقريباً وانشأنا شيء يسمى شيء وهمي ليس له مِنصة على الارض ولكن يجمعنا لقاءات عديدة مُتفق عليها ونحن نحاول دورياً ان نخلق شيء جديد للجالية السورية وأن نصنع منصة حقيقية لتجمع السوريين، حيث نلقى الدعم من الجهات الرسمية هنا، والتيتشجع الحوار ولاندماج بين السوريين والمجتمع الألماني.
واضاف السعدي أن هدفهم الأساسي جمع السوريين وتعزيز ثقافة العمل الجماعي. وأن الفكرة ظهرت استجابة لحاجة السوريين في المانيا إلى منصة أو منظمة تحتضن انشطتهم.
وقال السعدي في تصريحاته لجسر ان المنظمة لا تهتم فقط باللاجئين بل بالسوريين داخل سوريا، حيث نظموا مؤخرا فعالية لتسليط الضوء على المعتقلين السوريين في سجون نظام الأسد، شاركت فيها العديد من منظمات حقوق الانسان والمجتمع المدني السورية والدولية.
على هامش الندوة، اجرت صحيفة جسر لقاءاً سريعاً مع الدكتور برهان غليون، حيث تم سؤاله عما إذا يعتقد بأن الاجيال الجديدة نقلت المشاكل المستعصية التي خلقتها عهود الاستبداد والتي تحدث عنها في الندوة إلى بلدان اللجوء أم أن الأجيال الجديدة تجاوزتها؟ 
وفي رده قال الدكتور غليون: “كما ذكرت نقاط الضعف هذه ليست تعبيرا عن قصور ولادي او بيولوجي وانما هي ثمرة تراكم خبرة سيئة وثقافة سلبية تشكلت خلال حقبة الاستبداد الطويلة وركبت على عادات وتقاليد بالية من حقبة الانحطاط والتدهور الحضاري والمدني الذي ميز الفصل الاخير من العهد العثماني. هذا يعني انها نتيجة الشروط الاجتماعية والتاريخية وتدمير الثقافة الانسانية التي شهدتها المجتمعات العربية في العقود الماضية. وهذه الشروط في طريقها للتغير بعد ثورات الربيع العربي وانهيار جدار الخوف واحتقار الذات والدخول في تحدي استعادة الكرامة والذاتية. وفي بلدان اللجوء سوف يكون التعافي من ثقافة الاحتقار وانعدام الثقة والشك بالاخر سيكون التعافي من دون شك اكثر سرعة ونضوجا بمقدار ما تقدم الاوضاع الجديدة للشباب تجربة ايجابية في بناء الذات وتاسيس علاقات صحية وندية اكثر بين الافراد واستعادة الثقة بالذات والعالم”.
ولدى سؤاله عن الأسس التي يرى أنه يجب ان يبنى عليها نشطاء مجتمع اللجوء الاوربي استراتيجيتهم المستقبلية، قال:
” إن أهم الأسس التي سيقوم عليها التعافي واستعادة الوعي الايجابي بالذات والعالم ومن ثم نمو روح المبادرة والنشاط والتعاون هي ولادة الثقة بالذات والايمان بالقدرة على التاثير في شروط الحياة وتغيير الواقع الذي يعيش فيه الفرد نفسه والمجتمع أو السوريين هنا وهناك أيضا”.