جسر: متابعات:
المتأمل في قصة فندق ياسمين روتانا في نهاية أتوستراد المزة، لصاحبه رامي مخلوف، سوف يقع على قصة عجيبة غريبة من ألاعيب هذا الرجل وسطوته على الاقتصاد السوري، والتي تتناقض والصورة التي ظهر عليها في فيديوهاته، من ذل ومسكنة.
بدأت القصة في عام 2009، عندما منح محافظ دمشق بشر الصبان، رامي مخلوف أرضاً من أملاك الدولة تقع في نهاية أتوستراد المزة، تبلغ مساحتها أكثر من 4 آلاف متر مربع، لبناء فندق من فئة الخمس نجوم..
وكما هو معروف فإن المخابرات الجوية كانت قد منعت البناء في تلك المنطقة منذ أكثر من 30 عاماً، بحجة إطلالتها على مطار المزة العسكري، وهو ما دفع سكان الأبنية الأخيرة في نهاية الأتوستراد للتخلص من شققهم بسبب المضايقات التي كانت تمارسها عليهم المخابرات الجوية، والتي تقول المعلومات إن أغلبها اشتراها محمد مخلوف والد رامي، قبل أن تبدأ فكرة بناء الفندق بسنوات.
تعاقد رامي مخلوف، لبناء الفندق مع شركة “آرابتك” الإماراتية المنفذة لمشروع برج خليفة، بتكلفة أكثر من 60 مليون دولار، على أن ينتهي البناء في تموز من العام 2011، ثم أسس مخلوف شركة مالكة للفندق تحمل اسم “الفجر”، يملك منها أكثر من 99 بالمئة، والباقي يملكه عماد غريواتي وسمير حسن.
ومن أجل تمويل بناء الفندق، قام رامي مخلوف بطلب قرض من تكتل مصارف سوريّةٍ خاصة، ضمت بنك عودة وبنك بيمو وبنك بيبلوس وبنك قطر سوريا وفرنسبنك.
بدأت الشركة الإماراتية بالتنفيذ، ثم ما لبثت أن تعطلت أعمال البناء في مطلع العام 2011 مع قيام الثورة السورية، فامتنع رامي مخلوف عن دفع مستحقات “أرابتك” بحجة الحرب وتكبده لخسائر كبيرة، كانت متوقعة من استثمار الفندق، ثم بعد ذلك انسحب بنك بيمو من التمويل ليحل محله بنك سوريا والخليج وبنك سوريا والمهجر.
يقول المتابعون لقصة فندق ياسمين روتانا، إن هذا الأمر وضع الشركة الإماراتية في حرج كبير أمام البنوك التي استدانت منها مبالغ كبيرة، وبشروط عالية المخاطر. بينما استمر رامي مخلوف برفض دفع مستحقات الشركة، وعدا ذلك قام برفع دعوى على بنك عودة وبنك سوريا والمهجر، يطالبهم فيها بدفع تعويضات بملايين الدولارات بحجة أنهم تسببوا بوقف بناء الفندق وتعطيل الاستثمار المتوقع منه.. وهو ما دفع راتب الشلاح، رئيس مجلس إدارة بنك سوريا والمهجر للتدخل لدى رامي مخلوف في عام 2016 ، من أجل وقف الدعوى وحل الموضوع ودياً، لكن الأمر انتهى بإعلان بنك سوريا والمهجر لإفلاسه، والذي كان قد دفع أكثر من 10 ملايين دولار كتسهيلات إئتمانية للشركة الإماراتية.
في عام 2018، أعلنت “آرابتك” الإماراتية، استئناف العمل في بناء الفندق، فيما تناقلت أوساط اقتصادية، بأن رامي مخلوف أجبر البنوك على دفع كامل تكلفة البناء، على أن تحصل على قروضها من خلال الإيرادات التشغيلية للفندق.
المصدر: موقع اقتصاد/ ١٦ أيار ٢٠٢٠