جسر: متابعات:
أكد رئيس جبهة الانقاذ الوطني في سوريا فهد المصري، على ضرورة احترام تركيا لسيادة الشعب السوري، وخص بالذكر “خصوصية الوصع الكردي في سوريا”، كما اعتبر أن النظام السوري خلق شرخاً بتسميته “الجمهورية العربية السورية”، مبدياً تأييده لإزالة كلمة العربية.
وقال المصري في حديث لـ “شبكة رووداو الكردية” إن “النظام الإداري الفرنسي هو الأقرب للحالة السورية”، لافتاً إلى أن تركيا دولة جارة مهمة لسوريا، لكن عليها أن “تحترم سيادة الشعب السوري على أراضيه وخصوصية الوضع الكردي في سوريا”.
واعتبر المصري القضية الكردية هي “قضيته”، كما أنها “قضية جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا”، وأكد المصري أنه في حال تسلم منصب الرئاسة في البلاد سيسعى إلى “رفع الظلم عن جميع أبناء الشعب السوري، وعلى رأسهم أبناء الشعب الكردي في سوريا، الذين “عانوا من ظلم مضاعف”، من أجل بناء سوريا ديمقراطية جديدة.
وأكد المصري أنهم في جبهة الإنقاذ الوطني يطالبون بتشكيل لجنة وطنية تقوم بوضع الأطر والأسس اللازمة التي تكفل وضمن الحوار الوطني السليم، لرفع كافة أنواع الظلم الذي تعرض له المواطنون الأكراد، مشدداً على ضرورة “رد الاعتبار لجميع السوريين الكرد الذين حرموا من الجنسية السورية، وتعويضهم عن الأضرار”، مصالباً باعتراف دستوري بالأكراد كمكون في الدولة السورية، وأن يكون يوم 21 من آذار الذي يصادف عيد نوروز أن يكون عيداً رسمياً للدولة السورية، وعطلة وطنية سورية.
وشدد المصري على أنه لم يرشح نفسه لأي منصب، معتبراً أن “الشارع السوري هو من يطالب بأن نكون في السلطة نحن لا نسعى للسلطة، بل نحن نسعى لجمع جميع السوريين حول المشروع الوطني الذي لا يقصي أحد”.
ورداً على سؤال طرح عليه حول إزالة كلمة العربية من اسم الجمهورية العربية السورية، أجاب المصري “علينا أن ندرك انه قبل وصول قادة البعث والفكر العنصري إلى السلطة في سوريا، كان اسمها الدولة السورية او الجمهورية السورية، نحن نريد رفع كل أنواع الأذى الذي صنعه النظام السوري على تسمية الدولة ومؤسساتها وغيرها، وبعد زوال الأسد يجب أن تزال كافة أنواع العنصرية والتفرقة الذين أرادوا من خلال تسمية الجمهورية العربية السورية خلق الشرخ ما بين أبناء المجتمع السوري الواحد، في سوريا تم استغلال مفهوم العرب والعروبة كمفهوم شوفيني، مما أضر بالعرب وبالعروبة وبالكرد وباقي المكونات السورية”.
واعتبر المصري أن”اسرائيل” دولة مؤسسات محترمة، وهي “تستشف آراء شرائح معينة من السوريين، كونهم يبنون هذا التصور بناء على المشروع السياسي المقدم من جبهة الإنقاذ الوطني من أجل السلام بين سوريا واسرائيل على اعتبار أن المشروع السياسي لجيهة الإنقاذ الوطني هو المشروع الوحيد، الذي تقدمت به المعارضة السورية إلى الغرب واسرائيل، وهو المشروع الوحيد الذي يريد أن يجمع جميع السوريين حول مشروع وطني واحد، لا نريد استبدال شخص بآخر بل نريد ان نستبدل منظومة استبدادية بدولة مؤسسات”.
وشدد المصري على أنه لا يتلقى دعم من أي دولة، فقال “الشارع السوري يدعمني، أنا ابن الثورة السورية وقضيت أكثر من نصف عمري في المنافي، اعتمادي على الشعب السوري، ومن خلال تسويق مشروعنا السياسي لدى دول العالم ليس لدعم فهد المصري وإنما لدعم المشروع السياسي الذي تعمل عليه جبهة الإنقاذ الوطني”.
ورداً على سؤال حول سيطرة الأتراك على مناطق في سوريا أجاب المصري “من جعل سوريا مسرحاً لاستباحة قوات أجنبية دول وقوات وميليشيات من قوى متعددة هو الجناح القاتل التابع إلى النظام السوري، نحن بحاجة إلى الدخول للمرحلة الانتقالية من أجل الوصول مع تفاهمات مع الدول الإقليمية والدولية من أجل خروج جميع القوات الأجنبية في سوريا، تركيا دولة جارة مهمة لسوريا لكن عليها أن تحترم سيادة الشعب السوري على أراضيه وبأن خصوصية الوضع الكردي في سوريا تختلف عن خصوصية الوضع الكوردي في تركيا، نتفهم الهواجس التركية لكن ذلك يتم عبر النقاش والحوار مع القوى الوطنية، نحن نتطلع إلى حوار جاد عملي لمناقشة كافة الأفكار مع القيادة التركية لاستعادة القرار الوطني السوري”.
ودعا المصري الجميع في قوات سوريا الديمقراطية إلى ن يفكوا ارتباطهم مع حزب العمال الكوردستاني لأنه جلب الويلات للأكراد في سوريا، فهو “ليس تنظيماً وطنياً، وإنما آتى من خارج الحدود”، ويجب إيجاد مصالحة كردية كردية، وان يفكوا الارتباط مع النظام السوري وإيران.
من هو فهد المصري؟
فهد المصري سوري من مواليد 1970، ولد في حي الميدان الدّمشقي من أسرة محافظة، درس الأدب العربي في جامعة دمشق ولم يكمل دراسته، وهاجر إلى أوروبا واستقرّ في فرنسا منذ 24 عاماً.
حصل المصري على درجة الماجستير في الإعلام في باريس، ودرس في معهد الدراسات الشّرقية اللغة والحضارة الفارسية.
يروّج محبو المصري أنّه بدأ نضاله منذ كان طفلاً حين شتم حافظ الأسد وطرد من المدرسة، ثمّ طرد من الجامعة للسبب نفسه.
قيل أيضاً إن فهد المصري اعتقل ثلاث مرّات، وتعرض لاعتداءات جسدية من أنصار النظام السوري في باريس، إثر كتاباته في مجلة “المنتوف” التي أصدرها عام 2005، وأوقف صدورها بعد ثلاثة أعوام بسبب قلة التمويل.
عمل المصري مذيعاً في بداية الثّورة السّورية بلندن، وظهر متحدثاً باسم القيادة المشتركة للجيش الحرّ.
وفي كانون الأول 2016، أعلن تأسيس جبهة تضم قيادتين سياسية وعسكرية تحت اسم جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا، ووجه باسم جبهة الإنقاذ الوطني، في 15 كانون الأول 2016، رسالة مفتوحة للشعب الإسرائيلي حول السلام بين إسرائيل وسوريا الجديدة.
وعام 2017 انتخب المصري رئيساً للمكتب السياسي، بينما انتشر 35 من أعضاء الجبهة ليكونوا ممثلين رسميين لها في 35 دولة في أنحاء العالم.
واستطاعت جبهة الإنقاذ التي أسسها المصري الحصول على اعتراف رسمي بها من أميركا في عام 2019، حيث اعتبرتها الولايات المتحدة جزءاً من نضال الشعب السوري.
وبرز اسم المصري بعد أن انتشرت تغريدة للصحفي الاسرائيلي ايدي كوهين، الذي تساءل “هل يكون فهد المصري رئيساً لسوريا؟”، فرد المصري قائلاً إن “إسرائيل تعلم تماماً من هو فهد المصري، وتعرف تماماً ماهية وطبيعة مشروعه السياسي لسوريا الجديدة، وتعلم تماماً طبيعة علاقاتي واتصالاتي الدولية من أجل بناء سوريا جديدة، وبناء مرحلة تاريخية جديدة لسوريا والمنطقة، بعد سقوط منظومة الشعارات الكاذبة والأوهام”.