جسر: متابعات
ينتشر على صفحات آلاف المستخدمين لموقع فيسبوك مقطع فيديو يدعي ناشروه أنه يصور لحظة استهداف حراس أبو بكر البغدادي بواسطة طائرات مسيرة أميركية، تمهيدا لعملية الكومندوس التي أدت إلى قتل زعيم تنظيم داعش. لكن الحقيقة أن المقطع مستخرج من لعبة الفيديو الشهيرة “وسام الشرف”/ (middle of honor).
يستمر المقطع على مدى ثلاث دقائق و57 ثانية حافلة بالمشاهد القتالية المشوقة بالأسود والأبيض، وكأنها ملتقطة من كاميرا مراقبة أو عدسة قناص، وتجري فيها تصفية عدد من الأشخاص بعضهم مسلح الواحد تلو الآخر رميا بالرصاص وهم يحاولون الدفاع عن أنفسهم أو الاحتماء، فيما يسمع صوت شخصين يعلقان على ما يجري عبر جهاز لاسلكي، بما يوحي بأنهما من منفذي العملية. وبين الحين والآخر يسمع صوت طوافة.
وأُرفق المنشور بتعليق جاء فيه “استهداف حراس أبوبكر البغدادي بطائرات أميركية بدون طيار”. ويصف التعليق سير العملية بالقول “تم إطلاق النار من مسافة بعيدة جدا من فوق السحاب حيث أنهم لم يتمكنوا من تحديد مصادر إطلاق النار”.
ويشير إلى أن الوقائع التي يصورها الفيديو جرت “قبل لحظات من بدء عملية مداهمة مقر أبو بكرالبغدادي”.
ويختم المنشور مقيما العملية بالقول إن “حادثا كهذا يجب الوقوف عنده من حيث التقنية المستخدمة والطريقة المتبعة”.
بدأ انتشار الفيديو في الرابع من نوفمبر 2019 بحسب ما وقع عليه فريق تقصي صحة الأخبار في فرانس برس، ونال على صفحة فيسبوك هذه وحدها أكثر من خمسة آلاف مشاركة حتى تاريخ إعداد هذا التقرير.
لعبة فيديو!
أرشد البحث عن لقطات الفيديو بعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة باستخدام موقع Invid، إلى الصور عينها كتب عليها “قناة: مرتضى العموري”.
https://www.youtube.com/watch?v=xGbPF6bm_SY&feature=youtu.be
وقاد البحث عن هذا الاسم على يوتيوب إلى الفيديو الأصلي المنشور في 14 أغسطس 2017، أي قبل أكثر من عامين على إعلان مقتل البغدادي، بعنوان “أجمل مهمة قنص من بين أغلب المهمات وأكثرها واقعية من لعبة ميدالية الشرف”.