جسر – دير الزور
نهبت الميليشيات الإيرانية في سوريا كميات من الآثار مؤخراً، من مناطق البادية السورية، التي تتواجد فيها بكثافة.
وبحسب شبكة “عين الفرات” الإخبارية المحلية، استخرجت ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني”، في الآونة الأخيرة، كميات من الآثار، من مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، في البادية السورية.
وتستعين الميليشيا في عمليات الحفر والتنقيب عن الآثار، بـ 3 خبراء آثار عراقيين وعمال حفر محليين وآليات متوسطة (مضخة حفر، بوب كات، أجهزة كشف معادن)، حيث نقل الحرس الثوري تحفاً أثرية وتماثيل ومجسمات ذهبية وألواح حجرية تحمل نقوشاً مسمارية وغيرها، إلى العراق، بعد منح 10 بالمئة من قيمة الكنوز للخبراء العراقيين وأجرة يومية لعمال الحفر تقدر بـ8 آلاف ليرة سورية.
وتتم علميات الحفر خلال أيام معينة من الأسبوع، وتتركز بعدة مواقع في بساتين تدمر وبالقرب من قصر الشيخة موزة غربي المدينة، وغيرها من المواقع داخل المدينة ومحيطها، وسط استنفار لعناصر الحرس الثوري الإيراني بمحيط مواقع الآثار التي تجري بها عمليات التنقيب ليلاً، بحسب الشبكة.
وأشارت الشبكة إلى أن المدعو “الحاج دهقان العراقي”، يشرف عبر أحد مسؤوليه على عمليات الحفر بموقع أثري قرب فندق الديديمان بالمدينة، وبالتحديد داخل حديقة الخيول التابعة للفندق، بعد أنباء عن إقامة الفندق على منجم ضخم من الآثار.
وتنتشر المواقع والمساحات الأثرية التاريخية على طول الجغرافيا السورية وعرضها، عملت مختلف القوى المتصارعة على نهبها، طيلة السنوات الماضية من عمر الأزمة في سوريا.
وقالت الأمم المتحدة في تقريرها الصادر في 12 آذار/ مارس 2014، إن مواقع التراث العالمي في سوريا مُنيَت بأضرار فادحة “لا سبيل إلى إصلاحها في بعض الحالات”، مشيرة إلى أن هذه المواقع تتعرض لـ”النهب المنهجي”، إذ بلغ الإتجار غير المشروع بالتحف الثقافية مستويات “غير معهودة”.
ويزيد عدد المواقع الأثرية في سوريا على 4500 موقع أثري، تضم في جوفها آثاراً لنحو أربعين حضارة إنسانية، من إيبلا وأوغاريت وماري، مروراً بالآرامية والفينيقية والأكادية والكلدانية، وصولاً إلى البيزنطية والرومانية والعربية.
يشار إلى أن اليونسكو قد أدرجت في وقت سابق ستة مواقع أثرية سورية على لائحة التراث العالمي، وهي أحياء دمشق القديمة، وحلب القديمة التي تُعتبر أقدم مدينة مأهولة بالسكان موجودة حالياً في العالم، وقلعة المضيق، وقلعة الحصن، ومدينة بصرى القديمة، ومدينة تدمر، والقرى الأثرية شمال البلاد وشمال غربها في مناطق عدة.