جسر: رصد:
أصدرت غرفة عمليات “فاثبتوا”، يوم أمس الاثنين، التي تشكلت منذ أيام، من خمسة تشكيلات جهادية في الشمال السوري، بياناً علقت من خلاله على اعتقال “أبو مالك التلي”، و”أبو صلاح الأوزبكي”، وآخرين، من قبل “هيئة تحرير الشام”.
وطالبت الغرفة بالإفراج الفوري عن التلي والأوزبكي، وجميع المعتقلين، والتوافق على قضاء مستقل، يفصل فيما يثار من دعاوى “مزعومة “، بعيداً عن “التسييس وتصفية الحسابات”، موجهة تحذيراً لـ “هيئة تحرير الشام” : وإلا فليحتمل من اعتدى وبغى نتائج الأمور في الدنيا والآخرة”.
وأوضحت الغرفة أن الغرض من تشكيلها، كان لـ “حشد الأمة وكسر مؤامرات المحتلين الهادفة إلى وأد الجهاد الشامي، وهي حريصة على توجيه البندقية إلى الاعداء، وتجنب صراع المشاريع”.
وأعربت عن استغربها منذ تشكلها بما وصفتها بـ “الاستفزازت” من قبل “تحرير الشام”، والتي تلخصت باعتقال أبو صلاح الأوزبكي، مع بعض “إخوانه”، ومن ثم اعتقال أبو مالك التلي، يوم أمس، وهو مسؤول اللجنة العسكرية في الغرفة.
وأعلنت، في الثالث عشر من الشهر الجاري، مجموعة من الفصائل الإسلامية المسلحة، في الشمال السوري، الرافضة لاتفاق موسكو، عن تشكيل غرفة عمليات جديدة حملت اسم “فاثبتوا”.
وتضم هذه الغرفة كلاً من “تنسيقية الجهاد بقيادة أبو العبد أشداء (المعتقل السابق لدى الهيئة)، لواء المقاتلين الأنصار بقيادة أبو مالك التلي، جبهة أنصار الدين، جماعة أنصار الإسلام، تنظيم حراس الدين”.
أبو العبد أشداء يتحدث عن “تنسيقية الجهاد” ودور النساء فيها (فيديو)
واعتقلت هيئة تحرير الشام منذ أيام، القيادي السابق في صفوفها، سراج الدين مختاروف، المعروف باسم “أبو صلاح الأوزبكي”، والذي ينضوي حالياً ضمن صفوف تنظيم “جبهة أنصار الدين”، دون تبيان أسباب الاعتقال.
كما اعتقلت، يوم أمس، قائد لواء “المقاتلين الأنصار” أبو مالك التلي، بعد محاصرة مدينة سرمدا بريف ادلب.
وعقب تلك الاعتقالات أصدرت هيئة تحرير الشام قراراً غير مسبوق، حظرت بموجبه على من ينفصل عنها، الانتماء لأي تشكيل أو فصيل موجود في الساحة قبل مراجعة لجنة المتابعة، والإشراف العليا التابعة للهيئة وأخذ الموافقة منها، وشدد القرار على أن كل من يخالف تلك التعليمات سيعرض نفسه للمساءلة والمحاسبة.
وجاء في بيان صادر عن لجنة الإشراف والمتابعة بهيئة تحرير الشام، في تبرير لاعتقال التلي بأن “التلي منذ فترة طويلة يسعى للخروج من الجماعة لتشكيل فصيل خاص (في إشارة إلى غرفة عمليات “فاثبتوا”)، وقد ناقشناه واستوعبناه إلى الدرجة التي نستطيع، لأننا لا نريد له سلوك سبيل الفرقة، واستطعنا أن نبقيه بيننا مدة ليست بالقصيرة، حتى قرر الخروج”.
ولفت البيان إلى أن الهيئة فوجئت بتشكيل “التلي” لفصيل جديد لن يختلف عن سابقيه في سعيه لإضعاف الصف وتمزيق الممزق، على الرغم من تحذيره من خطورة الخطوة، وتأكيده سابقًا أنه لن يفعل ذلك، فقدمت الهيئة للتلي النصح لكنه أصر على موقفه.
وجاء في البيان “لذلك فإننا نرى أن الواجب في حقنا نصرة لأبي مالك أن نمنعه من الإكمال في هذا الطريق، وتقديمه للمحاسبة على الأعمال التي تسبب بها في إثارة البلبلة وشق الصف وتشجيع التمرد”، معلنة توقيفه وإحالته للقضاء.
ونفت اللجنة الأخبار التي “ادعت” مداهمة منزل التلي أو تطويقه أو اعتقاله منه.
لتبقى الوحيدة في الساحة.. قرار غير مسبوق لـ “هيئة تحرير الشام”