جسر – متابعات
تحدثت منظمة “ناجون” عن شهادة أدلي بها في محكمة كوبلنز الألمانية، تتحدث عن وحشية عناصر نظام الأسد في تعذيب طفل ورجل.
وبحسب ما نشرت “ناجون”، روى مدعٍ بالحق المدني أمام محكمة “كوبلنز” مشهداً مروعاً صادفه أثناء رحلة اعتقاله من الغوطة الشرقية إلى فرع “الخطيب” بتاريخ 14/02/2012.
ومن تحت قطعة قماش (طمّاشة) رأى الشاهد مشهداً فظيعاً، وتحدث عن طفل يبلغ من العمر 5 أو 6 سنوات، وقد صلبه وربطه جنود نظام الأسد بمقدمة عربة روسية الصنع من طراز “BMP”، مؤكداً أن “قدماه لا تمس الأرض، ولكن أحشاءه كلها خارج جسده”، جرياً على عادة قوات الأسد التي كانت تستخدم الأطفال والنساء دروعا بشرية أثناء اقتحام المدن والبلدات.
وبحسب ما نقلت “ناجون” لم يكن ذلك الطفل الوحيد، فقد صعد بعد ذلك إلى الباص 3 أطفال، الصغير منهم لا يتعدى 5 سنوات والكبير 10 سنوات، “يبكون ويرتجفون من الخوف، أجلسوهم بجانبي، فوضعت يدي على رأس أصغرهم وسألته عن سبب بكاءه فأجاب: أخي قُتل!”.
وأضاف: “أنتم يا سادتي تحققون بجرائم حدثت في فرع الخطيب، ولكن هناك الكثير من الجرائم التي حدثت على الطريق لا أحد يعرف عنها شيئاً”.
كما روى الشاهد مشهداً حول التعذيب في المستشفيات، والتي بحكم عمله زار الكثير منها لأنه كان يجري بعض الإصلاحات فيها، والحديث عن مشفى “دمشق” (المجتهد) فقال: “مرة كان هناك عطل في مصباح الجراحة، دخلت إلى الغرفة وإذ بي أرى جثة مفتوحةً أمامي، كنت متأكداً أنها لمعتقل، ما لفت نظري أن الأحشاء كالكلية لم تكن موجودة، فيما بعد سمعت من بعض الأشخاص أن هناك اتجاراً بالأعضاء، ولكني لستُ متخصصاً لأؤكد ذلك”.
وتابع: “عندما ترى مشفى المجتهد لن تظن أبداً أنه مشفى مدني، لأن المسلحين في قسم الإسعاف أكثر من المدنيين. المصابون من المعتقلين يتم نقلهم إلى هناك، ومن ثم يختفون إلى الأبد، أحد الذين أعرفهم جيداً اختفى بهذه الطريقة”.
يأتي ذلك، بعد أيام من توجيه الادعاء العام الألماني تهماً ضد الطبيب السوري “علاء موسى”، تفيد بتورطه بجرائم ضد الإنسانية، بين عامي 2011 و 2015، خلال فترة تواجده في سوريا.
وتسمح القوانين الألمانية بمحاكمة مرتكبي جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، في حال إقامة مرتكبها على الأراضي الألمانية.