جسر: خاص:
“فوجئنا صباح اليوم بخروج عجول من مدرسة تتخذها قسد مقراً عسكرياً” رغم ما تحمله تلك العبارة من تناقضات، إلا أن المواطن “ع.ش” القاطن في قرية حوايج ذيبان بريف دير الزور الشرقي، كان شاهداً على تلك الحادثة، وأكدها إذ رآها بنفسه.
يقول “ع.ش” لـ “جسر” “يوجد في منطقتنا مدرسة تدعى الكرية، وقد حولتها قسد إلى مقر عسكري لعناصرها، ضاربة بعرض الحائط مصلحة أطفالنا وحقهم في التعليم، ولكن فوجئنا صباح اليوم، بخروج عجول من المدرسة، ليقوم عناصر قسد المتواجدين داخل المقر، بالإمساك بها وإرجاعها الى المدرسة”.
وعن سبب تواجد تلك العجول في المدرسة أجاب “ع.ش” “لو أنكم تعيشون في دير الزور ستشاهدون أشياء لا تخطر على بال، إذ أن وجود عجول في مقر عسكري ليس أمراً غريباً، ربما قسد سرقتها، فالأهالي يلحظون اختفاءً لمواشيهم بأعداد قليلة، ولكن للأسف لا أحد يقوم بالإبلاغ عن حوادث السرقة تلك، فعناصر قسد لا يأمنون على حياتهم في هذا الريف، فكيف سيحققون بقضايا سرقة تتعلق بنا!”.
مراسل “جسر” أشار إلى أن عمليات سرقة المواشي من أغنام وأبقار بدأت تنشط، منذ نحو ثمانية أشهر، وسجلت حوادث سرقة في الآونة الأخيرة في بلدات رويشد، والطكيحي والشحيل، وبادية هجين.
وفي شهر آذار الفائت، أقدمت مجموعة مسلحة، عند غروب الشمس اليوم، على سرقة ٥٠ رأس غنم تحت تهديد السلاح في بادية هجين بريف دير الزور.
وسرق المهاجمون ٥٠ رأس غنم، واقتادوها إلى جهة مجهولة، وهم على دراجاتهم، ولم يتمكن حينها الرعاة من استفزازهم خوفاً من إطلاق النار عليهم وقتلهم، كما أنهم لم يستطيعوا التعرف على هوية المهاجمين وانتماءاتهم، في ظل طروف أمنية صعبة، يشهدها ريف دير الزور، وانتشار كبير للسلاح بين السكان الأمر الذي جعل عمليات السرقة تتفشى، في ظل غياب القدرة لدى قسد على ضبط الوضع الأمني.
ولم يسلم الأهالي في مناطق سيطرة النظام أيضاً، غرب دير الزور، من سرقة مواشيهم، فأقدم مجهولون على سرقة ٢٠٠٠ رأس غنم، بالقرب من جبل البشري في بادية الشميطية مطلع الشهر الجاري.
وتبلغ قيمة الأغنام المسروقة، أكثر من ربع مليون دولار أمريكي، حيث يصل سعر أصغر نوع رأس غنم، إلى ١٥٠ دولار، بينما يبلغ سعر الغنمة الكبيرة ٢٥٠ دولار.
ولسرقة هذا العدد الكبير من المواشي، يحتاج اللصوص إلى شاحنات لنقلها، الأمر الذي يشير الى وقوف جهة وراء عملية السرقة، تمتلك إمكانيات كبيرة، وهذا لا يتوفر الا لدى قوات النظام وميليشياته هناك، كما أن من يقوم بالسرقة في مناطق سيطرة قسد، إما أنه يتمتع بغطاء أمني أو ينتمي إلى تنظيم داعش، وهي جهات لا يقوى الأهالي على مواجهتها.