جسر – متابعات
نشرت “قوات سوريا الديمقراطية” بياناً أمس الأحد، طالبت فيه التحالف الدولي بمواصلة دعمها على كافة الأصعدة، للحفاظ على ما أسمته بمكتسبات القضاء على تنظيم “داعش”.
وجاء بيان “قسد” قبيل انعقاد مؤتمر لدول التحالف الدولي في العاصمة الإيطالية روما، اليوم الاثنين، والذي ستشارك به دول أوروبية وعربية عدة.
وقالت “قسد” في بيانها: “تواصل قوات سوريا الديمقراطية الحرب بلا هوادة ضد خلايا تنظيم داعش الإرهابي في مناطق شمال وشرق سوريا، وتمنعها من إيجاد ملاذات آمنة تهدد بها السلم والأمن العالميين مجدداً، وتؤكد قواتنا التزامها بهذه المهمّة على الرغم من الهجمات العسكرية والسياسية التي تتعرض لها بشكل يومي من أطراف إقليمية وكذلك التأثيرات اللامتناهية التي أحدثتها موجة فيروس كورونا التي ضربت منطقتنا والعالم”.
وأضافت: “نفتخر بأننا نجحنا في المرحلة الأولى من القضاء على دولة داعش الإرهابية، وإفقاده القدرة بالحصول على القوّة الميدانية والجغرافية الرخوة لترسيخ تنظيمه وتوجيه تحركات خلاياه، حيث شكلّت سلسلة الحملات العسكرية والأمنية الناجحة التي قامت بها قواتنا مؤخراً في أرياف دير الزور وجنوب الحسكة والرقة ضربات إضافية تُوجّه إلى التنظيم الإرهابي ومحاولات إعادة الإحياء التي يقوم بها”.
واستدركت: “ولكن، وعلى الرغم من النجاحات المتكررة لقواتنا، من المهم التذكير بأنه لا يزال ينتظرنا الكثير من العمل في المرحلة الثانية للقضاء على هيكلية التنظيم الإرهابي وفكره المتطرّف ومواجهة رسائله الإرهابية، وهي لا تقل أهمية عن حربنا التي تُوجت بالنصر في الباغوز في آذار 2019 بمشاركة فعّالة من التحالف الدولي ضد داعش، حيث لا يخفى على أحد أن التنظيم الإرهابي وبعد خسارته في الباغوز قد غيّر من تكتيكاته العسكرية ونوعية عملياته الإرهابية باعتماده على الخلايا والمجموعات الإرهابية الصغيرة المتخفية في المناطق المأهولة بالمدنيين منعاً للاستهداف المباشر، حيث يشكّل ذلك خطورة على السلم والأمن في المنطقة والعالم ويهدد حياة الملايين من الناس الذين عاشوا أياماً سوداء إبان سيطرة داعش على المنطقة”.
وتابعت: “وهنا، لا بد من لفت أنظار الأطراف الدولية، وفي مقدمتها شركاؤنا في التحالف الدولي إلى الأهمية الشديدة بزيادة التنسيق والتعاون على مختلف الصعد، وكذلك وضع برامج أكثر استدامة وطويلة الأمد تقوّي من قدرات قواتنا الذاتية ومجتمعاتنا المحليّة لمواجهة التهديدات التي يشكلها التنظيم الإرهابي بشكل مستمر”.
وأردفت: “تتطلّع قواتنا ومجتمعاتنا المحلية إلى مواصلة التزام التحالف الدولي بدعم المساعدة الإنمائية لتثبيت الاستقرار وتعزيز الأمن وحماية مناطق شمال وشرق سوريا ومجتمعاتها من خطر التنظيم الإرهابي، والحفاظ على المكاسب التي تحققت بفضل التضحيات المشتركة، وكذلك تعزيز الأدوات الدبلوماسية لإدارة المنطقة بدرجة تساعدها في مواجهة الأخطار التي تشكلّها رسائل التنظيم الإرهابي والأطراف الأخرى التي تحاول زعزعة الاستقرار وتقويض الأمن، كما ننتظر من شركائنا استخدام أكبر لتأثيرهم على الأطراف الإقليمية وفي مقدمتها تركيا ومنعها من تهديد مناطقنا وإشغال قواتنا بجبهات أخرى”.
وقالت “قسد”: “تشكّل حلّ قضية معتقلي داعش في سجون شمال وشرق سوريا مسألة أساسية في منع إنعاش آمال التنظيم وحرمانه من أهم الملفات التي يستند عليها في نشاطه الدعائي لتجنيد الإرهابيين وتشجيع خلاياه على تنفيذ العمليات الإرهابية، حيث نجدد التأكيد على ضرورة إنشاء محكمة دولية في مناطقنا حيث ارتكب هؤلاء جرائمهم لضمان محاسبة عادلة للعناصر المتورطة في الأعمال الإرهابية وتعزيز الحماية للضحايا وإحقاق العدالة التي ستشكّل رادعاً إضافياً للعناصر المحتملة انضمامهم إلى صفوف التنظيم الإرهابي”، مضيفة: “نؤكد مجدداً على أن تخليص العالم من خطر وإرهاب داعش كان ولا يزال من القيم الأساسية التي تستند إليها قوات سوريا الديمقراطية، وهي تمثل المصلحة المشتركة لجميع الدول والمجتمعات المحليّة والدولية، ومن هذا المنطلق فإننا نعلن التزامنا مجدداً وبحزم بالكفاح العظيم من أجل الهزيمة النهائية لداعش، ويشجعنا على ذلك وفاء مجتمعاتنا المحليّة والتزام القوى الأساسية في التحالف الدولي بمواصلة الدعم الأمني والاستخباراتي والدبلوماسي”.
وسيبحث الاجتماع في روما جهود وقف إرهاب تنظيم “داعش”، ووقف تمدده في قارة إفريقيا، كما سيبحث سبل تعزيز الجهود التي يبذلها التحالف الدولي من أجل تحقيق هدف القضاء على هذا التنظيم، بالإضافة إلى سبل تكثيف الضغوط على بقايا التنظيم في العراق وسوريا، ومواجهة الشبكات التابعة له في مناطق أخرى بما فيها القارة الإفريقية.
ويضم المؤتمر الذي يُعقد على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي، وزراء خارجية 15 دولة هي مجموعة السبع الكبار، والمجموعة المصغرة حول سورية، وتركيا وقطر والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، إضافة إلى مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون.
واستثنت وزارة الخارجية الأميركية روسيا وإيران، في تأكيد جديد على دوريهما السلبي في العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة منذ منتصف عام 2012.
بغياب روسيا وإيران.. حضور أوروبي وعربي في مؤتمر روما حول سوريا