جسر-خاص: شهد ليل الثلاثاء-الأربعاء تدفقاً كبيراً تللصريحات والأخبار المتعلقة بعملية نبع السلام بشكل عام، وبمصير مدينة منبج بشكل خاص، وكان لافتاً انتشار نسبة كبيرة من الشائعات والمعلومات الدعائية.
اتفاق لدخول البيشمركة..شائعة !
فبعد إعلان الولايات المتحدة إرسال نائب الرئيس ووزير الخارجية إلى تركيا للتباحث مع حكومة أنقرة بشأن وقف عملية نبع السلام، كشفت مصادر إعلامية عن وصول نائب وزير الخارجية الأمريكي أيضاً إلى عاصمة اقليم كردستان العراق (أربيل)، للعمل من أجل إيجاد اختراق للوضع المتأزم شمال شرق سوريا.
ومع الإعلان عن هذه الزيارة انتشرت على الفور أخبار عن اتفاق أمريكي تركي مع حكومة اقليم كردستان من أجل نشر قوات البيشمركة والامن التابعين للاقليم في المنطقة التي تسيطر عليها قسد من سوريا، كبديل عن قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية، خاصة وأن تركيا لن تمانع في انتشار قوات الأقليم الذي ترتبط معه أنقرة بعلاقات جيدة.
قصف جوي تركي لقسد والنظام قرب منبج .. شائعة !
لكن هذا الخبر ظل بدون مصدر يؤكده حتى ساعة نشر هذا التقرير، مثله مثل الأخبار التي تحدثت عن هجمات شنتها مقاتلات جوية تركية من طراز اف-15 على مواقع قوات سوريا الديمقراطية في قرية عون الدادات غرب منبج، كرد على مقتل جندي تركي قرب منبج يوم الثلاثاء، ليتبين أن صوت الانفجار الذي وقع في المنطقة مساءً كان بسبب تفجير قسد لجسر القرية، لمنع قوات الجيش الوطني والجيش التركي من الاستفادة منه في حال قررت هذه القوات التقدم نحو المدينة الواقعة في ريف حلب الشرقي.
وسبق انتشار خبر استهداف الطائرات التركية لقسد قرب منبج خبر مماثل عن تعرض رتل لقوات النظام إلى هجوم جوي أيضاً، تباينت المعلومات حول الجهة التي نفذته ليتبين لاحقاً عدم وقوع أي هجوم من هذا النوع.
منبج لمن .. تضارب التصريحات ؟!
ومساء استمر الحديث حول مصير مدينة منبج بعد أن شهدت ساعات النهار ظهور بعض قوات النظام في إحدى ساحات المدينة، وإعلان وسائل إعلام روسية توصل النظام وقوات سوريا الديمقراطية إلى اتفاق حول تسليم المدينة للنظام، بل إن وكالة سبوتنيك الروسية أكدت سيطرة النظام على منبج بالفعل، ليتبين عدم صدق هذه الأخبار أيضاً، وأن المدينة لازالت تحت سيطرة قسد، وما حدث لا يعدو ظهوراً رمزياً لقوات النظام من اجل أيقاف هجوم الجيش الوطني المتوقع عليها بدعم من تركيا.
وضع زاد من التشويش حول حقيقة ما توافقت عليه القوى والدول بخصوص مدينة منبج، إن كان هناك توافق حولها بالفعل، إلا أن قائد الفيلق الأول وفرقة السلطان مراد في الجيش الوطني، (فهيم عيسى) نشر مساء الثلاثاءء تغريدة على حسابه في موقع تويتر قال فيها: منبج وعين العرب لنا مهما حاولوا نشر الشائعات..موعدنا صباحاً.
لكن تصريح القيادي في الجيش الوطني جاء متضارباً مع تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي أدلى بها مساء الثلاثاء أيضاً، حيث اعتبر أن سيطرة النظام على منبج لن يكون امراً سيئاً.
وقال أردوغان لدى في معرض رده على أسئلة الصحفيين التي وجهت له بخصوص التصريحات والتحركات الأمريكية الأخيرة ضد عملية نبع السلام، والتي أكد خلالها رفض انقرة إيقاف العملية، قال: إن المحادثات مع أمريكا وروسيا بشأن مدينتي كوباني ومنبج لا تزال مستمرة، وما يهم تركيا هو تطهير مدينة منبج من الإرهابيين وعودة سكانها.
وأضاف أردوغان: هل ستقوم روسيا بهذه المهمة أم النظام ؟.. لم يصلنا تعهد بهذا الأمر حتى الآن، لكن بالنسبة لي فإن دخول النظام إلى المدينة ليس أمراً سيئاً، فالمهم ألا تبقى المنظامات الإرهابية فيها.