جسر: رصد
غصت الصفحة الرسمية للفنانة اللبنانية نانسي عجرم على “فيس بوك” بعشرات آلاف التعليقات، بعد أن نشرت في السابع من الشهر الجاري منشوراً قالت فيه “بشكر كل شخص اطمن عني وعن عائلتي، الله لا يجرب حدا وما يحط حدا بهيك تجربة صعبة، ويبعد عنكن وعن عائلاتكن كل خطر”.
وانهالت التعليقات على منشورها، ورغم أن جيش نانسي عجرم الالكتروني ليس بالقليل، إلا أن التعاطف الأكبر كان مع الشاب المغدور “محمد حسن الموسى” فكتب أحدهم “برقبتك ورقبة أولادك صار في قتيل أوعك تفكري انو الرب غافل عن الظلم.. حترجعلكن بغير طريقة”، وعلق آخر “الله يرحمو ويسامحو، ولا يرحمك لا انتي ولا جوزك ولا وولادك الله كبير وبينقم منكن ومن هالفبركة (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) صدق الله العظيم انتظرو”.
وشكك آخرون في مدى صحة مقاطع الفيديو، معتبرين أن الشاب الذي ظهر ليس الشاب الضحية فعلق أحدهم “الكل هون بيعرف انو الشب الله يرحمو (اذا كان هو يلي بالفيديو) غلط، بس كمان ضرابت السخن نانسي وجوزها غلطو اكثر منو لما عاملوه معاملة العبد وماعطوه حقو، طارو عقلاتو للزلمة وعمل يلي عملو، واخد اكثر من جزاتو بكثير وزوج نانسي لسى ماحدا جازاه بشي”.
ودفع الموضوع البعض إلى “نبش” الدفاتر القديمة فكتبت إحداهن “هل تذكرون في برنامج أراب ايدول عندما قالت أحلام لنانسي عجرم: زوجك بخيل؟“، وأيدها المعلقون بأنه بالفعل رجل بخيل، ومن الوارد جداً أنه لم يدفع للشاب مستحقاته.
وانتشرت، يوم أمس، أخبار تفيد بأن أهل الضحية “محمد حسن الموسى” قد استلموا جثمانه وتوجهوا إلى دمشق، لدفنه، وذكرت مواقع إخبارية أن أهل الضحية تركوا أمر التحقيقات ومتابعة الدعوى لوكيلهم القانوني، قاسم الضيقة، زاعمة أن الضيقة غرد بالقول “حبذا لو السيدة نانسي عجرم قامت بزيارة لأولاد المقتول وتعهدت برعايتهم واحتضانهم بعد نيلهم رتبة يتيم، لكان المشهد أرقى ويستحق الثناء”.
ونفى لـ “جسر” ابن عم الضحية المدعو “علي الموسى” كل تلك المزاعم فقال “لم نستلم الجثة ولن نستلمها، وقد تواصلت مع أم الضحية، وأكدت أنهم يرفضون استلامها إلى أن تظهر الحقيقة”.
وفيما أشيع أنه قد عرضت مبالغ مالية على أهل الضحية “نفى الموسى نفياً قاطعاً بالقول “لم يعرضوه، ولن نقبل بالمال على الإطلاق، المال لن يعيد لنا محمد، هناك حق ويجب أن نحصل عليه”.
وظهرت والدة محمد لأول مرة في تقرير مصور تحدثت فيه عن أن محمد كان عندما يتصل بهم، يشعر بالفخر، أنه يعمل في فيلا نانسي عجرم، وكان سعيداً بعمله، وكررت سؤالها “ليش قتلوه ب ١٦ رصاصة ليموت سرو معه؟”، “وهلق فادي بطل صار على كتاف ابني الدرويش، عم يقول تبادل إطلاق نار، اضربه بيده برجلو، خلي أربع زلم يكتفوه، ما قدرو يمسكوه!، سلموا بعدا للقضاء اللبناني”، مشددة على الشاب الظاهر في الفيديو ليس ابنها، وانما شخص آخر تم الاستعانة به، لافتة إلى أنه لو أراد السرقة لسرق بشكل سريع ولاذ بالفرار.
وهاجمت والدته الموقع الذي نشر صورة ابنها شبه عار فقالت “أين حرمة الميت؟، قتلتموه وسيدفن تحت التراب، لماذا تصورونه وهو عار؟”
وفي سياق آخر تطوع عدد من المحامين السوريين من أجل الدفاع عن محمد، ومنهم المحامي جميل الغيث الذي قال “بمجرد تصديق الوكالة سوف ننطلق إلى لبنان، ونبدأ بعملنا بشكل قانوني، وليس لدينا أي شك بنزاهة القضاء اللبناني” كاشفاً “هناك عدة مصادر، وهناك أدلة جديدة تدل على سيناريو جديد غير مطروح أبداً، وستطفو على السطح مع الأيام”.
فيما عبرت المحامية المتطوعة ريهاب بيطار عن عدم ثقتها بالقضاء اللبناني فقالت “نحن مع القضاء اللبناني، ولكن هناك تخوف مشروع وهو حق لكل إنسان، وخاصة أن الضحية هو شخص مظلوم فقير، وأمام سلطة عجرم وزوجها ونفوذهما، نخشى أن تجنح القضية نحو عدم إنصاف هذا الإنسان المظلوم، وإن لم نصل عبر القضاء اللبناني الذي أثق بنزاهته إلى حق هذا الإنسان، سنضطر للجوء إلى منظمات ومحاكم دولية”.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقد دخل فنانون سوريون في القضية، ولكن ليس نصرة لـ “محمد” بل نصرة للسوريين وخاصة بعد أن بدأت القضية تتجه لتأخد أبعاداً عنصرية بين اللبنانين والسوريين، فقالت الفنانة كندة علوش “لما يكون في مجرم حرامي او قتيل هي الألقاب بتكفي للكلام عن متهم، وقانونياً ما بتستخدم جنسية المتهم للدلالة عنه، أكيد الضرر الواقع على أسرة فيها أطفال، هو ضرر نفسي كبير منتمنى يتجاوزها بأسرع وقت، بس الفتنة خطر كبير ياريت المواقع والمنابر الإعلامية تكون أكثر وعي بصياغة الخبر”.
بدورها شنت المطربة السورية فرح يوسف هجوماً على قناة mtv التي تستغل أي مناسبة للتحريض على السوريين فقالت “العالم وصلو لغير مجرّات ولسا محطة mtv مابتوفر فرصة لحتى تنشر الكـراهية والعنـصرية ضـد أبناء بلدي السوريين، وبين بلدين جارتين متل لبنان و سوريا ، مابعرف شو فكرتن من القصة بس من قلبي بتمنى يعرفو انو عم يبينو كتير زغار وسخيفين، وماعم يطلعو الا بنتيجة سلبية كبيرة عم تأذي كل الاطراف، وخصوصاً صورتن هنن وسمعة وصورة اللبناني (حدا يقلن ياجماعة انو الانسان العنـ.ـصري هو عبارة عن حيوان ناطق مزعج و مكروه و بيلَعّي النفس)”.
ولاقت الفنانة نانسي عجرم تضامناً لافتاً من فنانين وسياسيين وإعلاميين، دون أن يجرؤ أحدهم على طرح أي سؤال أو إشارة استفهام حول ملابسات القضية… إلا قلة قليلة فقام المذيع المصري حنفي السيد (فيديو) المختص بتقديم برنامج عيون الشعب (برنامج يسلط الضوء على الجرائم في مصر) بنشر تساؤلاته بكل منطقية دون تجريح بأحد، وضمت تساؤلاته:
ـ حراس نانسي عجرم محترفون وليسوا هواة فهي فنانة مشهورة ولها مكانتها ولن تختار أياً كان لحراستها، كيف استطاع الشاب تجاوزهم؟ هل قيدهم؟ هل حبسهم؟ هل أخذهم معه؟ كيف تخطاهم؟ هل قال لهم انتظروني؟ ما شاهدناه أنه لم يفعل لهم شئ.
ـ هل أخاف الشاب رجال أمن محترفين بسلاح خلبي ولم يكتشفوا أن السلاح خلبي؟.
ـ دخل الشاب فوجد نانسي وزوجها ينتظرانه، وبحسب كلام الهاشم قلت للشاب خذ ما تريد، وإن كان الشاب يريد السرقة، لماذا رفض عرض الهاشم؟
ـ ما الذي يريده من غرفة الأطفال بعد أن رفض كل العروض بأخذ المال؟ إن كان سارق يجب عليه أن يقبل بهذا العرض.
واختتم بالقول الموضوع غير مقبول عقلياً، هل من المنطق القول أن الشاب دخل ليسرق؟ أم أن الزوج اضطر لقتله من أجل شئ آخر؟، لا يجب أن نقول أن الموضوع سرقة، فمن يرفض عرض المال، وقد افتضح أمره، ليس بسارق.
أما الإعلامي المصري عمرو أديب وزوجته لميس الحديدي، فقد قاموا بتحييد رواية الأهل جانباً ليتلقوا في برامجهم اتصالات من قبل محامي فادي الهاشم ومدراء أعمال نانسي، ليؤكدوا روايتها.
وشهد منزل نانسي عجرم، يوم الأحد الفائت، جريمة قتل ارتبكها زوجها فادي الهاشم، بعد مزاعم أن “لصاً” دخل منزله، وقد حاول إقناعه بتقديم المال، إلا أن “الضحية” رفض ذلك، مصراً على دخول غرفة الفتيات، الأمر الذي دفع فادي الهاشم إلى قتله بـ ١٦ طلقة، دون أدنى مقاومة، إذ أن المسدس الذي كان يحمله الشاب مسدس خلبي.