متابعات جسر:
لم يعتاد السوريون على مشهد من هذا من قبل، صحفي إسرائيلي يتجول في مدن وبلدات سورية وينقل في بث تلفزيوني ما يجري على الأرض، ما آثار الجدل والحمية والغضب بين السوريين على منصات التواصل الاجتماعي بين مستنكر ومؤيد.
فما أن عرضت قناة تلفزيونية إسرائيلية تقريرا مصورا للصحفي الإسرائيلي موآف فرداي من داخل سوريا في المناطق الواقعة تحت سيطرة قسد، حتى اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بالاتهامات والاتهامات المضادة والشتائم بين ناشطين سوريين ممن اعتبر الامر عادياً، ويندرج في إطار الحريات، وآخرين ممن ذهبوا إلى اتهام قسد بالخيانة ومحاباة إسرائيل “العدو التاريخي” للعرب، والتي تحتل الجولان السورية.
وكان الصحفي الإسرائيلي موآف فرداي, قد دخل إلى مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية والوحدات الكردية (قسد)
وصور تحقيقاً صحفياً تحت عنوان “قصة الأكراد في سورية” للقناة 11 الإسرائيلية متجولا في القامشلي بريف الحسكة، وفي بلدات أخرى من شمال شرق سوريا.
وذكرت مصادر صحفية أن الصحفي فرداي التقى بالقائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم كوباني, في مقر قيادة الأكاديميات العسكرية في المنطقة الشرقية.
وتظهر الصور الملتقطة من القناة إسرائيلية فرداي وهو يتناول الطعام مع أفراد من قوات ميليشيا قسد.
بعض الناشطين عبروا عن رأيهم بأن الأمر لا يحتاج الى مثل كل هذا الغضب فهو مجرد صحفي، مذكرين بأن العرب وقعوا اتفاقات صلح مع إسرائيل وفتحوا لها سفارات.
فيما ذهب آخرون إلى تفسير ما وصفوه بالتقارب الكردي – إسرائيلي، يعكس مصلحة إسرائيلية أن دولة كردية في شمال العراق ستكون نواة لدولة كردية أكبر يمكن أن تضم لها لاحقا مناطق الوجود الكردي في شمال وشمال شرق سوريا، وشرق تركيا وغرب وشمال غرب إيران، هذه الدولة ستسهم في محاصرة كل من تركيا وإيران اللتين تناصبهما إسرائيل العداء.
وبحسب الناشط فإن سبباً آخر لتطلع إسرائيل لقيام دولة كردية هو ما كشفته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن 75% من واردات إسرائيل من النفط تصل إليها من كردستان العراق.