قوات النظام السوري، التي وصلت إلى المنطقة الحدودية المعزولة بأسلاك شائكة أقيمت بشكل مؤقت للتمييز بين الأراضي العراقية والسورية، بلغ عددها وفقا لمصادر في الفرقة الثامنة بالجيش العراقي تحدثت لـ”العربي الجديد”، بضع مئات ترافقها مليشيات عراقية أبرزها “النجباء”، وسط حديث عن وجود لمليشيات أخرى لم يجر التأكد منها أبرزها “كتائب حزب الله”، و”كتائب الإمام علي”.
ووفق المصادر بالفرقة الثامنة ضمن قيادة عمليات البادية والجزيرة المسؤولة عن تأمين الحدود العراقية مع سورية، فإن قوات النظام انتشرت في مناطق كانت من الأصل خاضعة لفصائل عراقية تقاتل في سورية وسبق أن تم استهدافها بطائرات مجهولة يعتقد أنها تابعة للاحتلال الإسرائيلي العام الماضي وأسفرت عن مقتل وإصابة 52 عنصرا من أفراد تلك المليشيات في مثلث التنف العراقي السوري.
وبحسب المصادر ذاتها فإن الوحدات التابعة لنظام بشار الأسد أطلقت دوريات راجلة وأخرى بعربات عسكرية برفقة المليشيات في المنطقة الحدودية التي تخضع لسيطرتها من الجانب السوري والبالغة نحو 40 كيلومترا فقط، بسبب وقوع المناطق الأخرى من محافظة دير الزور تحت سيطرة مليشيا “قوات سورية الديموقراطية” المعروفة باسم (قسد) ضمن مناطق الباغوز وهجين وصولا إلى ريف دير الزور.
وأوضحت المصادر لـ”العربي الجديد” أن المليشيات العراقية هي من “تتولى إدارة الملف كون القوات التابعة للنظام جديدة ولا تعرف المنطقة ولا مشاكلها وتلعب حاليا دور المنسق مع القوات العراقية المتواجدة على الجانب العراقي”، مضيفة أن “التقارير التي أذاعتها وسائل إعلام تابعة ومقربة للنظام السوري حول افتتاح نقاط حراسة لقوات سورية على الحدود مع العراق غير دقيقة وكل ما بالموضوع أنها عملية تشارك لمواقع المليشيات الموجودة منذ أشهر طويلة داخل الشريط الحدودي السوري”.
بدورها، عرضت وسائل إعلام عراقية شريط فيديو يظهر قائد الفرقة الثامنة بالجيش العراقي، عدنان سلمان، متحدثا لأحد عناصر النظام السوري ليلا من خلف أسلاك شائكة حيث بدا أن العنصر ضابط برتبة ملازم يدعى حبيب شاهين، ويتركز الحوار على أهمية التعاون بين الجانبين في حفظ الحدود.
في السياق ذاته قالت مليشيا “النجباء” المسلحة والمرتبطة بإيران والتي تقاتل في سورية والعراق في آن واحد، إنها شيعت أحد مقاتليها الذين قضوا في سورية، ويدعى فلاح الركابي، دون أن تبين تاريخ مقتله ومكان ذلك في سورية إلا أنها استخدمت عبارة استعادة جثته من سورية إلى العراق.
في الأثناء، التقى نائب رئيس “هيئة الحشد الشعبي” أبو مهدي المهندس بوزير الدفاع العراقي نجاح الشمري، وقالت وزارة الدفاع العراقية إن اللقاء بحث آلية انضمام “الحشد الشعبي”، إلى المؤسسة العسكرية بحسب القرار السابق لرئيس الوزراء عادل عبد المهدي، مؤكدة في بيان أن المهندس والشمري ناقشا أيضا أخر مستجدات الموقف الأمني، لا سيما ما يتعلق بالخلايا النائمة لتنظيم “داعش” الإرهابي، والتنسيق والتعاون المشترك بين الجيش و”الحشد”.
وكان المهندس قد أكد الأسبوع الماضي أن “الحشد الشعبي” سينفذ عمليات كبرى في صحراء الجزيرة (الممتدة حتى الحدود مع سورية) بعد الحصول على موافقة عبد المهدي، مؤكدا تقديم تقرير لرئيس الوزراء بشأن العملية الأمنية المقترحة.
16 يوليو 2019