جسر: القامشلي:
أفاد شهود عيان في منطقة القامشلي، بوصول نحو ٥٠ شاحنة عسكرية روسية، إلى مطار القامشلي في محافظة الحسكة، تحمل على متنها عربات عسكرية مصفحة، وحاويات مغلقة يعتقد أنها تضم اسلحة وذخائر.
وقد وصلت هذه الاعمدة على الطريق الدولي M4، الذي يمتد حتى حلب ويواصل إلى اللاذقية، إلا أنه مقطوع الآن في منطقة إدلب.
الجدير بالذكر إن روسيا بدأت بالاستحواذ على مطار القامشلي منذ نهاية السنة الفائتة، عندما تمركز فيه نحو ١٠٠ جندي أولاً، ثم تحويل ساحة النادي الزراعي المجاور للمطار، وهي مخصصة للحفلات والأعراس، إلى مقر قيادة للقوات الروسية
لاحقاً استقدمت تلك القوات منصات لإطلاق صواريخ أرض-جو ، تم تثبيتها داخل المطار، وبعيد تمركزهم في المطار. ليتمرد المطار بعد ذلك بخمس حوامات هجومية، من نوع مي ٢٥، وتتمركز هناك بشكل دائم.
وجاء هذا الانتشار الروسي عقب الاتفاق التركي الروسي في سوتشي، وانسحاب القوات الاميركية بشكل جزئي من منطقة شرق الفرات، التي كان يتواجد فيها العديد من القواعد الاميركية منها قاعدة هيمو التي لا تبعد عن مطار القامشلي أكثر من 5 كيلومترات.
وكانت قوات النظام قد احتفظت بالسيطرة على مطار القامشلي إلى جانب مربع أمني داخل مركز المدينة التي يتقاسم السيطرة عليها مع “قوات سوريا الديموقراطية”. وكانت تتواجد في المطار نقطة روسية صغيرة تضم مستشارين روس فقط، إضافة إلى مقر لـ”الحرس الثوري” الايراني و”حزب الله” اللبناني لا يزال قائماً ويمارس نشاطات متعددة تحت غطاء قوات “الدفاع الوطني” التابعة لأجهزة النظام الأمنية.
وكان صحفيين وخبراء روس، قد تحدثوا منذ أكثر من سنة، عن مساع روسية لجعل مطار القامشلي قاعدة روسية ثالثة، إلا أن موسكو رفضت التعليق على هذه الانباء، وكتب حينها الباحث الروسي فلاديمير موخين، “نيزافيسيمايا غازيتا”،:” من المحتمل أن تقوم روسيا باستئجار مطار القامشلي السوري الذي يقع على بعد بضعة كيلومترات من الحدود مع تركيا، لمدة 49 عاما. وقيل إن موسكو تجري محادثات مع دمشق بهذا الشأن”.
وقد وقع نائب رئيس الوزراء الروسي، بعد مقابلة رأس النظام، بشار الأسد، عدداً من الاتفاقيات التي لم يعلن عنها بعد، كما ان وفداً من مسد، الذراع السياسي لقوات سوريا الديمقراطية، قد زار موسكو الاسبوع الماضي، وعقد اتفاقيات وتفاهمات مع موسكو، لم يعلن عنها أيضاً، واكتفى مظلوم عبدي بالقول “وقعنا اتفاقيات مع روسيا”، ويعتقد أن مسألة هيمنة روسيا على مطار القامشلي، وجعلها نقطة ارتكاز دائمة لها في شمال شرق سوريا، الغنية والمعقدة، اصبحت مسألة وقت لا أكثر.