جسر: متابعات:
حذرت متظمات أميمية من أن كارثة قد تقع في شمالي سوريا، نتيجة لاتساع رقعة انتشار وباء كورونا، وخصت هذه التحذيرات بشكل واضح مدينة إدلب، ذات الكثافة السكانية الهائلة، حيث يقطن هذه المدينة حوالي مليون ونصف شخص على الأقل، وهي مدينة كان تعداد سكانها الطبيعي قبل اندلاع الثورة فقط 300 ألف نسمة.
ولم تكن تلك التحذيرات بعيدة عن الواقع، فعلى ما يبدو أن الخطر قد وقع، أو بصيغة أكثر تفاؤل، يكاد أن يقع.
ومن مصادر خاصة لجسر يعتقد أنها على درجة من الثقة، والموضوعية، حصل مصدرنا على معلومات تفيد بأن حجم الإصابات المعلنة لا يساوي شيء مقارنة بالواقع الحقيقي.
يقول الطبيب ع . ص : الإصابات الواقعية في الأيام الأخيرة تتجاوز 250 حالة يومياً، لكنها لا تسجل كحالات رسمية، بسبب أنه لا إمكانيات لاستقبال هذا العدد في المراكز المعدة لاستقبال المصابين، وحتى لا تتوفر إمكانية إجراء مسحات لهذا العدد الكبير.
وما يجري تداوله عن حالات مسجلة، هو فقط تلك الحالات التي يتم اكتشافها صدفة جراء مراجعة المرضى للمراكز الصحية بسبب أمراض غير كورونا. وغالبا ما ينصح المرضى بملازمة البيت وإجراء حجر منزلي، إضافة إلى نصحهم بتناول بعض الأدوية المتداولة، فلا يوجد أعداد كافية من الأسرة لاستقبالهم.
والجدير ذكره أن هذه الحصيلة تتضاعف بشكل يومي، حيث يتم نقل المرض إلى باقي أفراد الأسرة، أو أشخاص على احتكاك بالمصاب، ومن المتوقع أن يصبح العدد مذهلا بعد أيام، وبالتأكيد سيصبح الأمر خارج نطاق السيطرة.
ويضيف الطبيب، على الرغم من صدور عدة قرارات من الجهات المختصة بمنع التجمعات العامة، إلا أنها لاتتابع بالتطبيق فتبقى مجرد قرارات ورقية لا أكثر، ولا تتوفر الإرادة لتطبيقها.
ولدى سؤاله عن الدور الشخصي في الوقاية من المرض، أجاب الطبيب: بكل أسف الوعي الاجتماعي بهذه المسألة ضعيف للغاية، فما يزال بعض السكان يتعامل مع كورونا على أنها مؤامرة سياسية، تدعمه بذلك ترويجات لجهات قد تكون سياسية أحيانا. باختصار يعيش المواطن حالة من اللامبالاة تجاه المرض.
وفي استفسارنا عن الوفيات التي تحدث نتيجة المرض، أكد الطبيب أن كورونا أحد أهم الأسباب الحالية للوفيات، من غير دراية المريض، الذي يظن أن أعراض مرضه ، هي مجرد أعراض مرض “الكريب” الموسمي الذي ازداد مع اقتراب فصل الشتاء.
وختم الطبيب ” ع ” نحن بالفعل أمام كارثة قادمة وأرجو ألا تحدث، وعلينا التحلي بالمسؤولية المطلقة بالتعامل مع أنفسنا ومحيطنا الأسري والاجتماعي، وعلينا أنْ نقتنع أن الأمر ليس لعبة، وبالتأكيد ليس بمؤامرة.