جسر: ثقافة:
يخوض الكاتب والمسرحي علي الأعرج في كتابه “كتاب النقص” تجربة فريدة من خلال القصص القصيرة التي تتناول نفسية الإنسان من زوايا مختلفة تمامًا تفاجئ القارئ في نتائج مختلفة، من خلال التفاصيل المشبعة والغريبة التي تحتويها قصص الكتاب.
“كتاب النقص” هو مجموعة قصص قصيرة كتبها علي الأعرج بين عامي 2007 و2016، تناولت قصصًا إنسانية تميزت بنقطتين أساسيتين، الأولى هي زاوية المعالجة لقصص تبدو اعتيادية في بعض الأحيان، إلا أن المفاجآت حاضرة بقوة لتغير من شكل القصة وتقودها إلى نهايات غير متوقعة تحمل بين طياتها سخرية لاذعة من الإنسان والمجتمعات والحضارة البشرية ككل في بعض الأحيان.
أما النقطة الثانية، فهي كم التفاصيل البصرية الكثيرة في كل قصة على حدة، وهو ما يجعل القارئ أكثر قدرة على الدخول في القصة نفسها وتفاصيلها، وأكثر فهمًا لها.
“عشر قصص تافهة وحلم أبتر ورواية لم تكتمل لأن أبطالها انتحروا منذ البداية، تتبع بنص نثري من عمق الصحراء”، هذه الجملة التي كتبها علي الأعرج في مقدمة الكتاب، تلخص للقارئ محتوى كتاب مختلف عن قوالب القصة القصيرة السورية عمومًا.
خاض الكاتب عبر قصصه في “التابوهات” الثلاثية المحرمة، الجنس والسياسة والدين (جسد)، وإن لم يكن الحديث عن السياسة في القصص بشكل واضح ومباشر، إلا أن أحداث القصص العشر ونهايتها لا تنفصل نهائيًا عن السياسة، فما هي إلا نتيجة ممارسات الحكومات تجاه شعوبها.
من خلال الثلاثية المحرمة يطرح الكاتب أسئلته بطريقة مختلفة وغير مباشرة، تاركًا الأسئلة للقراء، بشرط أن يكون صدق القارئ مع نفسه هو الحكم والأساس، وهو ما يشكل نوعًا من الصدمة لديه، خاصة مع تلاعب الكاتب بشخصيات القصص.
يأتي الكتاب بما يوائم صدمات الحرب السورية المتتالية وتأثيراتها على الإنسان السوري، ليذهب بلغة الكتاب إلى عوالم جديدة على القصة السورية.
علي الأعرج كاتب سوري من مدينة حلب، كتب عدة مسرحيات قبل وبعد الثورة السورية وأخرج ومثل بعضًا منها، ويعد “كتاب النقص” عمله القصصي الأول.
حاز الكتاب على تقييم 4.0 في موقع “goodreads”، وهو من إصدار دار صفحات عام 2016.
عنب بلدي 25 آب/أغسطس 2019