جسر: اقتصاد:
يرغب سكان الجيب الكبير الذي تسيطر عليه المعارضة شمالي سوريا بنوعيات محددة من السيارات المستوردة من بلد المنشأ كونها أرخص ثمناً وأفضل من حيث الأداء.
ويقول سكان وتجار سيارات إن ما يعرف بسيارات “القصة” منتشرة بشكل كبير في المنطقة التي لا تخضع المركبات فيها لإجراءات مشددة كتلك المتعارف عليها في جميع دول العالم.
عندما تجمع السيارات الكورية المستهلكة في مكان كبير للتخلص منها يقوم بعض الأذكياء من السوريين بالاستفادة منها. وعلى مدار سنوات الحرب شكل الاتجار بهذه السيارات عملية مربحة في سوريا سواء في مناطق النظام التي تقوم بدور الوسيط أو مناطق المعارضة حيث السوق الرئيسي لهذه التجارة.
يقول تجار إنهم يشترون السيارات بالكيلوغرام قبل قيام بلد المنشأ بالتخلص منها.
وتزن سيارة “سنتافيه” مثلاً 1800 كيلو ويدفع التاجر مبلغ 75 سنتاً للكيلو الواحد.
تقص السيارة الواحدة إلى خمس قطع بعد إزالة جميع القطع المركبة مثل الأبواب والأثاث والصالة والدواليب وتورد عبر وسطاء سوريين إلى سوريا عبر البحر.
وبحسب المعلومات التي أمكن تجميعها من عدة مصادر تعمل في هذا المجال، فإن قلة قليلة من يدخلون في عمليات توريد هذه البضائع إلى مناطق المعارضة، بينما يكثر التجار وأصحاب ورشات التركيب والصيانة داخل المنطقة بشكل مذهل.
في إدلب يعاد تجميع قطع السيارة لتعود كما كانت. ومن ثم تباع للمستهلك بأسعار تتراوح بين 2500 وحتى 5500 دولار، بحسب نوعية السيارة وموديلها.
حصل “أبو عبيدة” على سيارة “سنتافيه 2004” بمبلغ لا يتجاوز 4 آلاف دولار.
ويقول إن امتلاكه للسيارة شكل نقلة نوعية له ولعائلته فـ “هذا النوع من السيارات ممتاز لمقاومة الأعطال الكثيرة التي تتسبب بها الطرقات الرديئة لسيارات مختلفة”.
أما “محمد” فيقول عن سيارته الـ “بورتر 2008” إنها “تنطلق مثل السهم في الطرقات”.
“السيارة مريحة حقاً ورخيصة الثمن”.
بينما تمكن العديد من الأشخاص الذين استهوتهم هذه التجارة من تحقيق أرباح كبيرة على الرغم من الأموال التي تدفع لحواجز النظام لتمرير هذه القطع.
يقول “أبو أحمد” تاجر السيارات من مدينة معرة مصرين، “السيارات القصة تتميز بوجود سوق جيد في أي وقت”، لذلك وبحسب أبو أحمد، يرغب كثيرون بدخول هذه المهنة، “سواء بافتتاح ورشات التجميع، أو الاتجار بالسيارات في معارض متخصصة”.