جسر – متابعات
توفي الطيار السوري “مأمون النقّار” يوم أمس الأحد 21 شباط/ فبراير، متأثراً بإصابته بفيروس كورونا (كوفيد 19)، بعد أربعين عاماً قضاها لاجئاً سياسيّاً في الأردن.
ويعتبر “النقّار” أول طيارٍ سوري انشق عن نظام “الأسد” الأب، في عام 1980 حيث رفض قصف مدينة حماة وهو أحد أبنائها، وثمة معلوماتٍ تتحدث على أنه سعى منذ وقتٍ مبكر إلى التفكير بتأسيس تشكيل “الضباط الأحرار” لكنه انضم فيما بعد لتنظيم “الإخوان المسلمين” الذي انكشف جزء من أعضائه ، ما دفع النقيب “النقار” من أبناء مدينة حماة، وزميله الرائد “عبد العزيز العبد” من أبناء جبل سمعان، والذي يشاركه الانتماء إلى حزب “الإخوان المسلمين” إلى الانشقاق والهرب إلى الأردن.
لجأ النقار إلى الأردن في 19 أيلول يوم الجمعة، من عام 1980، حيث أقلع بطائرته الحربية (ميغ 21) من مطار “خلخلة” بالسويداء خلال طلعة “كشف جو” وهبطت في مطار “ماركا” في العاصمة الأردنية (عمان) بعد موافقة الملك الأردني (حسين) على منحه اللجوء السياسي.
وبعد منح “الملك حسين” اللجوء السياسي للطيارين، توترت العلاقات بين الأردن ونظام “حافظ الأسد” الذي طلب تسليمه الطيارين المنشقين، إلاّ أنّ الملك الأردني رفض طلبه معتبراً أنّهما ليسا مجرمين، وهما لاجئان سياسيان بضيافة الأردن، الذي اكتفى بإعادة الطائرة لنظام الأسد بعد 3 أيام.
وكعادة النظام، لجأ للضغط على “النقار” في محاولة لإجباره على تسليم نفسه، فاعتقل قسماً من أفراد عائلته لمدة زادت على 17 عاماً.
وفي بداية الثورة السورية، عبر “النقّار” عن موقفه الداعم للثورة السورية، ودعا الفصائل العسكرية إلى التوحد، وانضم إلى “المجلس السوري الوطني” المعارض، ليستقيل منه بعد 4 أشهر، حيث توارى بعدها عن الظهور الإعلامي، ولم يشترك في أي تشكيلٍ سياسي، إلى أنْ وافته المنية يوم أمس الأحد.
وتجدر الإشارة، إلى أنّ مصير الطيار “عبد العزيز العبد” زميل “النقار” بقي مجهولاً، إلاّ أنّ أنباءً ترددت تفيد بأنه قتل مع مجموعة من العسكريين التابعين للإخوان المسلمين، أثناء محاولة دخولهم إلى سوريا قادمين من العراق.