جسر: هيئة التحرير:
علمت جسر أن النظام سلم محطة حاويات مرفأ اللاذقية لإيران، وذلك بعد عودة قوية لنشاطها وبعد تزويدها بتجهيزات جديدة مكلفة، تم تقديمها كـ”هدية ثمينة” لايران لاستثمارها وقطف الثمار على “البارد المستريح” وفقا لتعبير أحد العاملين بها.
ومن المنتظر أن يؤدي منح الإيرانيين لهذا الاستثمار، والذي متوقع له أن يدر أرباحاً طائلة عليهم، الى فتح صفحة جديدة في الصراع بين الحفاء -روسيا وإيران- على ما يسمى بـ”الكعكة السورية”،خاصة أمام هدايا من النوع الوازن كمرفأ للاذقية.
إعادة تأهيل بمئة مليون
ما يجعل الهدية محرزة هو ما أحالنا إلية أحد العاملين في المحطة، فبحسب موقع المحطة على الأنترنت بلغ عدد الحاويات المتناولة في محطة حاويات اللاذقية (332532) حاوية نمطية، وذلك خلال عام 2018 وبمقارنة هذه الأرقام مع حجم الحاويات المتناولة في العام الأسبق 2017 والذي بلغ (291258 ) حاوية نمطية، يتضح أن حجم الحاويات المتناولة قد ارتفع بزيادة جيدة وصلت إلى حوالي 14% وتأتي هذه الزيادة كمؤشر على عودة حركة التجارة البحرية لا سيما في مجال تناول الحاويات في مرفأ اللاذقية.
وتحدث الموقع الخاص بالمحطة عن ارتفاع نسبة جاهزية الآليات في العام 2018 لتصل إلى حوالي 80 %، وعن إعادة تأهيل البنى التحتية لأماكن مختلفة ضمن قطاعات المحطة بما يساهم في الارتقاء بالمستوى العملياتي للخدمات المقدمة للزبائن، وعن شراء آليات جديدة لدعم العمليات التشغيلية، حيث استوردت ثمانية ناقلات شوكية، ومن أشهر الماركات العالمية وبكلفة تقدر بحوالي المائة مليون ليرة سورية.
الإطاحة بالشراكة الفرنسية -السورية
الصحافة الرسمية التابعة للنظام تكشف بأن محطة حاويات اللاذقية الدولية كانت تدار بشراكة سورية- فرنسية، وهي بحسب وصفها “تعد من الأمثلة الواضحة على نجاح التشاركية بين القطاع العام والخاص إذ بدأت الشركة فعليا بتاريخ 1-10 -2009 من خلال عقد تشاركي طرفه الحكومي الشركة العامة لمرفأ اللاذقية وطرفه الأخر ائتلاف مكون من مجموعة (CMA- CGM الناقل البحري الدولي المعروف في مجال نقل الحاويات”.
القفز فوق شروط التعاقد
أما كيف كانت تطرح المحطة للاستثمار، فتتحدث الصحافة الرسمية عن آخر مرة تم طرحها للاستثمار بـ”بنتيجة مناقصة خارجية شاركت بها كبار الشركات العالمية في مجال تشغيل الحاويات واشرف على إعداد شروطها وتم تحديد مواصفات العروض المذكورة ودراستها بالتعاون مع فريق من خبراء برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ( (UNDP) وتم اعتماد العقد وفق الأصول القانونية المرعية لمدة عشر سنوات قابلة للتجديد خمس سنوات إضافية بموافقة الطرفين حيث أحدث الائتلاف الفائز شركة سورية محدودة المسؤولية هي شركة محطة حاويات اللاذقية الدولية التي باشرت العمل بتاريخ 1102009 ولتاريخه”.
استياء روسي وصراع الحلفاء
الامتعاض الروسي من التواجد الإيراني لم يعد سراً، وانتقال الصراع على تقاسم الحصص بات اليوم على اشده، فايران التي تعاني نتيجة العقوبات الأمريكية وحزب الله الذي يعاني من أزمة مالية، ينظران اليوم الى سوريا ليس كمنطقة نفوذ سياسي فقط، بل كمصدر للدخل والمشاريع الاقتصادية الحيوية.
روسيا تلجأ الى تقاطع مصالحها مع إسرائيل لإيصال رسائل عملية لايران ، القصف الاسرائيلي لمواقع ميليشيات تابعه لإيران ومراكز عسكرية إيرانية، والتي كان اخرها قبل نحو اسبوع في محيط مطار حلب والمنطقة الصناعية – بحسب خبير عسكري- لا يخرج عن اطار الحرب عن المعلنة بين روسيا وايران، ولا يمكن له ان يتم دون تفاهمات، روسية- إسرائيلية، وهذا ما تعرفه ايران جيداُ وتحاول كتمانه.
تحت السيطرة الى متى؟
فروسيا اليوم لا تنظر بعين الرضى للاستثمارات الإيرانية، فكيف وقد وصل الامر الى مكان تواجد قواتها في قاعدتين قريبتين إحداهما في اللاذقية نفسها، والأخرى في طرطوس على مقربة منها، ما يشير الى احتدام صراع حلفاء الأمس، لا أحد يستطيع معرفة مدى قدرتهما على ضبطه وإبقائه طي الكتمان وتحت السيطرة.