أثارت الأخبار عن إرسال قوات من “الجيش الوطني” السوري المعارض، المدعوم من تركيا، إلى ليبيا، موجة غضب بين أوساط المعارضة السورية، خاصة مع تزامن ذلك مع اشتداد المعارك التي تقودها روسيا في إدلب.
ورغم أن المعلومات لا زالت غير مؤكدة، إلا أن تزامنها مع التحرك التركي الأخير باتجاه ليبيا وإقرار اتفاقية التعاون العسكري مع “حكومة الوفاق” المعترف بها دولياً، يؤشر إلى وجود مصداقية ما لتلك الأنباء.
وقالت مصادر خاصة من المعارضة السورية، لموقع “المدن” إن عناصر من فصائل معارضة، وافقوا بالفعل على التوجه إلى ليبيا، للعمل ضمن ما يُشبه شركة أمنية تركية، ستتمركز في العاصمة الليبية طرابلس، لتسهيل التواصل والتحرك للقوات التركية المتوقع وصولها قريباً بعد موافقة البرلمان التركي على الاتفاق التركي-الليبي.
وأوضحت المصادر أن عناصر المعارضة الذين سيتوجهون إلى ليبيا، هم في معظمهم من فصائل مقربة من القوات التركية كـ”فرقة السلطان مراد” و”لواء سليمان شاه”، ومنهم ضباط تنسيق من “فيلق الشام”، بالإضافة إلى مترجمين ومنسقين سوريين كانوا يرافقون القوات التركية في سوريا.
وتشير مصادر تركية إلى احتمال تعجيل انعقاد جلسة البرلمان التركية قبل الموعد المحدد، للمصادقة على تفويض الجيش التركي بتقديم الدعم العسكري البري البحري والجوي لـ”حكومة الوفاق”.
وتشير مصادر المعارضة السورية إلى أنه حتى هذه اللحظة، لم يتوجه فعلياً أي مقاتل سوري نحو ليبيا ضمن مهام قتالية، وأن كل ما ينشر حول ذلك هو اشاعات لا صحة لها. وأن ما حصل فعلياً هو بحث وتنسيق بين المخابرات والمسؤولين الأتراك لارسال أعداد محدودة ضمن صيغة تعاونية لتقديم الخدمات اللوجستية للقوات التركية إذا ما تقرر إرسالها.
وأكدت “المدن” أن ما يقال عن رواتب تصل لـ2000 دولار للمتطوعين السوريين، غير صحيحة، بل هي للقوات التركية التي تعمل خارج الحدود.
من جهته، أكد الكاتب والمحلل التركي حمزة تكين، أن الحديث عن إرسال قوات سورية من المعارضة إلى ليبيا منفي بالمطلق، ولا حاجة لأنقرة لإرسالهم، هذا عدا عن صعوبة الأمر لوجستياً، واعتبر أنها شائعات تهدف لضرب حاضنة “الجيش الوطني” في سوريا وعلاقته بتركيا.
وكانت مصادر عسكرية واستخباراتية مختلفة قد أشارت إلى وصول قوات من المعارضة إلى ليبيا، لكن مصادر “المدن” تؤكد أن من وصلوا هم عبارة عن بضعة ضباط يعملون على استكشاف الوضع الامني والعسكري، وبرفقة ضباط أتراك.
ومع انتشار الشائعات سارعت مواقع موالية لقوات حفتر في ليبيا إلى نشر معلومات مغلوطة وملفقة عن مقتل مقاتلين سوريين في طرابلس.
وكانت وزارة الدفاع في “الحكومة السورية المؤقتة” أصدرت بياناً نفت فيه الأخبار المتداولة، وأكدت أنها لم تتلقَ أية دعوة لإرسال مقاتلين إلى خارج سوريا. وقالت الوزارة: “ننفي نفياً قاطعاً إرسال أي من قواتنا وتشكيلاتنا العسكرية إلى ليبيا، وأولويتنا في الجيش الوطني هي حماية أهلنا السوريين من مليشيات النظام وداعميه الروس والإيرانيين، والأحزاب الانفصالية الإرهابية”.