جسر – السويداء
شهدت محافظة السويداء خلال الفترة القليلة الماضية توتراً نتيجة ظهور نشاط فصيل جديد تم تشكيله حمل اسم “قوة مكافحة الإرهاب” في المحافظة، ما أثار حفيظة الميليشيات الموالية للنظام في المنطقة، التي لم يكن لها أي منافس طيلة الفترة الماضية.
ومع ظهور أول العمليات لـ”قوة مكافحة الإرهاب” بدأت ميليشيات النظام بالتحرك ضد القوة، وذلك بغية منعها من التوسع والانتشار داخل المحافظة، لاسيما أنها استطاعت خلال وقت قصير استقطاب مئات الشباب من أبناء السويداء.
من هي قوة مكافحة الإرهاب؟
أفادت مصادر خاصة لـ”جسر” أن قوة مكافحة الإرهاب شكلت بالتوازي مع تشكيل حزب سياسي معارض حمل اسم “حزب اللواء السوري” من قبل أحد معارضي السويداء المقيمين في فرنسا “مالك أبو خير”.
وحسب المصادر، فإن “القوة” وهي الرديفة لـ”حزب اللواء” تهدف إلى القضاء على عصابات الخطف والسلب والفوضى في السويداء، وحماية المحافظة من أي هجوم يمكن أن تتعرض له من قبل خلايا تنظيم داعش المنتشرة في بادية السويداء.
وأوضحت أن الهدف الرئيسي للقوة أيضاً هو إيقاف النفوذ الإيراني داخل السويداء، والعمل مع كافة الجهات الدولية العاملة في مكافحة الإرهاب للقضاء على التنظيمات الإرهابية التي تهدد حياة المدنيين.
ومن المقرر طبقاً للمصادر، أن تنشر القوة عناصر وحواجز لها في مختلف أنحاء السويداء، لاسيما مع قيامها بالعديد من العمليات منذ تأسيسها ضد العصابات الموجودة في المحافظة.
نار الفتنة
أكدت مصادر متطابقة لـ”جسر” أن ميليشيا حزب الله اللبناني تسعى عن طريق ميليشيا الدفاع الوطني – ذراع حزب الله في السويداء – لإيقاف مد قوة مكافحة الإرهاب التي باتت التهديد الأبرز لمصالحها داخل السويداء.
وبينت المصادر، أن حزب الله زج الدفاع الوطني في مواجهة مع قوة مكافحة الإرهاب بداية في بلدة القريا بريف السويداء الجنوبي قبل مدة، ومن ثم في بلدة الرحى، ومؤخراً في ريف السويداء الشرقي.
وأشارت مصادرنا، إلى عدم وجود أي اقتتال بين الطرفين حتى اللحظة نظراً لرفض “القوة” الدخول في صدام مسلح مع أي فصيل موجود داخل السويداء، منعاً لانزلاق المحافظة نحو اقتتال أهلي، إضافةً لتدخل وجهاء من المحافظة لمنع الاقتتال بين الجانبين.
من هي ميليشيا الدفاع الوطني؟
وقالت مصادر “جسر”، إن ميليشيا الدفاع الوطني في السويداء تعد أكبر الميليشيات الموالية للنظام في المحافظة، ويعد مركز الدفاع الوطني جزءاً من قوات الدفاع الوطني في سوريا.
وتعمل هذه الميليشيا تحت إشراف وزارة الدفاع وكقوة رديفة لجيش النظام، ويقدر عدد عناصرها النشيطين في السويداء بحوالي (1000) عنصر، وذلك بعد قرار صدر قبل أكثر من عام، من قيادة الدفاع الوطني بتسريح من تجاوز عمره الخمسين عاماً.
وتمتلك ميليشيا الدفاع الوطني أسلحة فردية خفيفةً بالإضافة إلى عدد من السيارات المجهزة بمدافع رشاشة من عيار (14.5ملم ـ 23 ملم) ورشاشات (دوشكا) وعربات bmb ومدافع ميدانية.
.
ويتوزع مسلحو الميليشيا على بعض التلال الحاكمة في بادية السويداء منها تل معاز وتل بركات وتل ضلفع، بالإضافة لبعض المناطق في بادية السويداء وريفها الشرقي.
ولفتت مصادرنا إلى أن حجاجاً في ميليشيا حزب الله زاروا مقر الميليشيا مؤخراً وقدموا الدعم بالسلاح والذخيرة لها، لتصبح بذلك أبرز ميليشيات النظام التي تتلقى دعماً مباشراً من ميليشيا حزب الله.
وعمل حزب الله على إذكاء نار الفتنة من خلال لدفاع الوطني بين السويداء وقوات الفيلق الخامس المدعوم من روسيا على الحدود الجنوبية الشرقية لمحافظة السويداء، ما تسبب باقتتال راح ضحيته عدد من المدنيين.