جسر/ ادلب
“عندما تتوفر النوايا يمكن تحقيق الهدف تحت أي ظرف” بهذا الكلام عبر أحد المدرسين المتطوعين لتعليم أطفال في جبل الزاوية بريف ادلب الجنوبي، عن الدافع الذي جعل من مجموعة مدرسين لم يجدوا مكانا لتعليم الأطفال، فما كان منهم إلا أن اختاروا “مستودعاً” كان في السابق لتخزين الأعلاف، لتحويله إلى مقر تعليمي، رغبة منهم باستمرار العملية التعليمية لطلاب عانوا كثيراً من الحرب وآن الآوان ليستدركوا ما فاتهم.
يقول الأستاذ “كتيبة المحمد”، وهو إداري ضمن الكادر التعليمي في حديثه لـ “جسر” إن “فكرة انشاء المعهد التعليمي تأتي بسبب توقف هؤلاء الطلاب عن تلقي التعليم منذ سنوات طويلة”، مشيراً إلى أن المكان الذي يتجمع فيه الطلاب، مجبرين على اتخاذه بسبب الحاجة.
ورغبة منهم بالاستفادة من المكان كحد أقصى، قسم الكادر الفترات التعليمية إلى قسمين، فترة صباحية للأطفال الصغار، ومسائية لمن هم أكبر سناً.
وعن صعوبات العمل يقول المحمد إن “العمل صعب جداً، لا سيما مع وجود التفاوت في مستويات الطلاب بسبب الحرب، ومع ذلك يبقى المشروع خطوة لتعويض الأطفال، ولو جزء بسيط من حقهم في التعليم”.
ويشرف على عملية التعليم مجموعة من الطلاب الجامعيين، حيث يدرسون مبادئ اللغة العربية والعلوم المختلفة كالرياضيات واللغة الإنجليزية، ويبلغ عدد الطلاب ما يقارب 60 طالباً وطالبة موزعين على عدة فئات.
ولفت المحمد إلى أن بعض الفرق التعليمية باتت تتخذ من المنازل والمستودعات وحتى المغارات الجبلية مراكز تعليمية بعد أن أصبحت المدارس هدفاً مشروعاً لطيران النظام وحليفه الروسي.
يأمل المحمد أن يتحسن الوضع لينقل الطلاب من “مستودع” إلى منزل بحالة جيدة، ليصبح ذلك “المستودع” مجرد مكان انطلقت منه فكرة مشروع تحدى كافة الظروف.